الغناء تعبير خالص وواضح عن كل ما يسكن النفس من مشاعر فهو رسالة خاصة ذات تأثير تنقل الى اسماع الناس عذب الكلام واجمله ..فهو لغة التعبير عن الحب ..بكل اشكاله ..فقديماً ..كان الغناء الجميل يؤثر في الجميع حتى الحكام والقادة والثوريين .. ايام الحرب، لان الاناشيد والاغاني الحماسية ..تساعدهم وتمنحهم حماساً عالياً وقت المعارك وتدفعهم الى التمسك بالنجاة رغم اليأس والعذاب وقلة الحيلة . فهو ارث يكفي كل الاجيال ..ليظل ما هو اجمل فقط، وليكون رفيقاً لايام الحزن والوحدة ..وايام الفرح ايضاً فليس للغناء مكان ولا زمان ولا يقتصر على لغة او حدود ..يعبر عنه ..بكل طريقة وفي اي وطن، لانه يدخل في التاريخ والتراث والتأثير بنمط الحياة، ويظهر حقائق ..وخفايا ..الناس في كل مكان، فهو يعبر عنه بكلمات طربية جميلة مستساغة كلها عذوبة وجمال ..فالغناء ليس حكراً على فئة سماعية محدودة ..لانه يعبر عن الحب ..للاشخاص والاشياء، لا يختص ..برجل وامرأة ..ليس له قاعدة ..بل يرتكز على صفاء الشعور ..وروعة الكاتب ..وحرفية الطربي الجميل ..لانه يحمل كافة التضحيات ولا يقاس على مرحلة معينة ..بدليل ان بعض الاغاني والقصائد لا زلنا ..نرددها وتكون حاضرة في كل حكاية ومناسبة واحتفال . لكن هناك نوعاً من الغناء ..لا اسميه غناء، بل غثاء ..لان الكلمات تربطنا بالصور القائمة وتزيد حالتنا سوءاً ..ولا تترك لنا رغبة لنسامح من نحبهم، فهو يمتزج ..بحالة مزاجية تحكم قائلها ومؤلفها ومرددها ..فهي يائسة ..غير مؤثرة ..اندفاعية لا تجمل قصص المحبين ..بل تهز الثقة، لا تكشف عن مواطن الجمال في الحب ..انه غثاء حاضر ..نجبر على سماعه، ورغماً عنا فهو موجود ..في شوارعنا ومقاهينا ..واجهزتنا السمعية والنظرية ..موجود في اجهزة هواتفنا ..وحياتنا عموما ..ان لم نكن نصغي اليه ..سيدخل من اي باب ..فالمروجون ..كثر ..والمستقبلون اكثر ..غثاء يحل على اسماعنا ..لا ..لننصت ..بل لنصمت ..ونتذكر جميل الغناء ..من افواه رحلت ..لكنها تركت لنا عذب الكلام . اعتماد خان moed 2006 @gmail .com