تشويه صورة الإسلام كانت تأتي في الغالب من مؤسسات القطاع الخاص، وبعبارة أخرى من مؤسسات المجتمع المدني، وبالتحديد من الشركات والمنظمات ورجال الاعمال. ومع غياب الضغط من قبل الحكومات العربية والإسلامية، وميل أغلبها - بكل اسف - إلى املاءات الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة عبر حكومات بلدان الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، وكذلك عبر الإدارات الامريكية المتعاقبة ضد معتقدات ومصالح موارد شعوب بلدان العالم العربي والإسلامي. نشط الكيان الصهيوني رسمياً عبر "وزارة الخارجية الاسرائيلية" الى تشويه صورة الإسلام عن طريث بث موقع "قرآن نت" تدعي بأنها تقدم (التفسير) - اكرر - (التفسير) للقرآن الكريم! ولكي تطمئن المتلقي (العربي والمسلم) تزعم - افتراء وزوراً وبهتاناً - ان ثلاثة مشايخ مسلمين قد قاموا بمراجعته ونقله الى اللغات العبرية والتركية والفارسية والانجليزية والفرنسية بالإضافة إلى العربية حتى يتسنى للكيان الصهيوني في مرحلة لاحقة تطوير هذا المشروع لاقامة شبكة اتصالات عالمية تربط بين كل المسلمين المتعاملين بهذه اللغات! والسؤال الذي تردد في ذهني مرات عديدة: متى نتعامل بالندية مع الغرب الذي لا يفهم سوى لغة واحدة، وهي: لغة المصالح، ونقول له بالفم المليان اي مس بعقيدتنا أو قيمنا واخلاقنا ومثلنا سيهدد مصالحهم - ايا كانت - وان يدوّن في صدر (الاتفاقات) أو (مذكرات التفاهم) التي تبرم مع حكوماتهم وفي كافة المجالات كما يستخدمون هم انفسهم هذه الاتفاقات والمذكرات في وضع ما يحلوا لهم من شروط وقيود ملزمة للطرفين. فبث وزارة خارجية الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة موقع يزعم "تفسير القرآن الكريم" تضليل غير مقبول مطلقاً خاصة ان هذه المحاولة من جانب (إسرائيل) هدفها تشويه صورة الإسلام وليس تقديم التفسير للقرآن الكريم كما تدعي - زورا وبهتانا - وزارة الخارجية الاسرائيلية! كما ان الادعاء ان "قرآن نت" حلقة وصل بين المسلمين والغرب، ادعاء باطل - جملة وتفصيلا - لان هناك حوارات قائمة بين المسلمين والغرب! وان تفسير القرآن الكريم لا يتم بواسطة موقع مضلل، وانما التفسير يتولاه عالم باللغة التي نزل بها القرآن الكريم، وعلى ضوء الاحاديث النبوية التي وردت في ايضاح معاني كتاب الله تعالى. ان الهدف من هذا (الموقع) محاولة اسرائيلية - يهودية تبديل وتحريف معاني آيات وسور القرآن الكريم لتخدم مآربهم وغاياتهم واهدافهم في الانحلال من القيم والاخلاق والمثل، وهي نابعة من كراهيتهم وبغضهم للاسلام، وافساداً لعقيدة المسلمين. هل نتدخل سريعاً بالضغط على الدول الصديقة والمرتبطة بمصالح ضخمة معها بوقف بث هذا الموقع المضلل الذي يصب في خانة البغض والكراهية للإسلام بما يحويه من تأويل مشوش للعقيدة الإسلامية؟! طلال محمد نور عطار