اعقتد أن الرأي الآخر معتبر .. إذا ضبط بما يعضده من أدلة وبراهين منطقية ومقنعة ..وإن لم تكن مقنعة للجميع .. فعلى الأقل .. تكون مقنعة لدى البعض. إن أزمة الخادمات وارتفاع اجورهن او هروبهن.. ليس لها مبرر كافٍ .. لطرح مثل هذا البرنامج الذي يعني سعودة مهنة عاملات المنازل.. أو على الاقل البدء في سعودة هذه المهنة.. علماً بأن أولئك الذين يطرحون مثل هذه الاطروحات كأني بهم يعيشون في أبراج عاجية .. وما أرى أن أحدهم قد يتصور يوماً ما .. أن تبلغ الحاجة بإحدى مواليه .. مما يضطرها العمل في مثل هذه المهنة.. أيسره ذلك ؟ فالجواب حتماً .. لا. إن هذه المهنة وان اطلق على الموظفة فيها لقب الدكتورة فهي لا تتعدى أن تبقى "شغالة" في المنزل ولا اعتقد أن احداً منا يرضى على ابنته أو أخته أو زوجته أن تعمل في هذه المهنة المرفوضة اجتماعياً. هذه المهنة ..المرفوضة اجتماعياً.. والتي تستغرق العمل طوال اليوم فساعات العمل فيها قد تبلغ على اقل تقدير 8 14 ساعة يوميا .. وقد يشترط على هذه المدبرة أن تسكن في هذا المنزل أو تنام فيه .. ناهيك عن طبيعة العمل طيلة الاسبوع والذي يزداد في أوقات المناسبات. ولو قدرنا أن مدبرة المنزل تعمل فقط 8 ساعات يومياً ثم تعود الى منزلها .. فهناك اسئلة تطرح ينبغي أن يجاب عليها. إذا كانت مدبرة المنزل تعمل لمدة 8 ساعات يومياً ثم تنصرف، هل ربة المنزل ترغب بها؟.. أم تفضل الأخرى التي تظل لديها خلال الأربع وعشرين ساعة؟ وان قبلت ربة المنزل بهذا العرض .. كم ستصرف لها راتباً؟ فالاخرى وهي تسكن المنزل وتقوم بكل الاعمال المطالبة بها داخل المنزل يتراوح أجرها ما بين 600 800 ريال.. هل ربة المنزل ستعطي هذه المدبرة نفس المرتب أم تنقصه ؟ ولو وافقت ربة المنزل وتعاطفت مع مدبرة المنزل على أن تعمل لمدة 8 ساعات يومياً بمبلغ 1000 فهل هذا المبلغ الزهيد يكفي هذه المدبرة السعودية؟ والتي تقوم بصرف 300 ريال على اقل تقدير لمن يقوم بإيصالها من والى دار العمل.. وقد تكون هذه المدبرة أماً لأولاد أو زوجة أو تعول والديها فهي لديها مسؤوليات اخرى. هناك اقتراحات مع احترامنا لمن يطرحها .. ليست جديرة بالطرح .. ونقول وصلت بنا الحاجة والذلة إلى هذا الحد .. نعم العمل اي كان هو شرف .. ولكن هناك اعمال.. لايعمل فيها الا ذوو الحاجة الشديدة وقلة ذات اليد وقد نصت كتب الفقه عن بعض هذه الاعمال. من الحلول والاقتراحات .. بلادنا بلاد خير وثراء ولله المنة وولاتنا عرفوا بالعطاء والسخاء .. وهم جديرون بأن يكونوا لجاناً وآليات صرف للمحتاجات من نسائنا.. فالأصل ان تبقى المرأة في بيتها " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية" فيعولها والدها او زوجها أو ابنها او احد محارمها من الرجال.. فإن لم يوجد لها قرابة تولى أمرها ولي أمر المسلمين بالصرف عليها ورعايتها. وكذلك تفعيل دورالضمان الاجتماعي .. تفعيل المؤسسات الخيرية ودعمها من قبل الدولة للقيام بمهامها. لفتة أخيرة .. أليس من العجيب أن نخرج المرأة من بيتها الاصيل الآمن .. ثم نعيدها الى بيت غريب لا تعرف عنه شيئاً. ونحن نخشى على المرأة من هذه المهنة التي ربما تعرضها للأذى وتعرض عفافها للإتلاف. لفتة أخرى وهي التعامل مع النساء والاشراف عليهن في معظم الدوائر الحكومية يشوبه شيء من الصعوبة .. ففي حالة عمل المدبرات السعودية كيف يتم متابعتهن والمطالبة بحقوقهن.. من قبل الجهات المسؤولة. العجيب أن برامج السعودة .. لاتكون إلا على المهن البسيطة .. كمهنة الحراسة الأمنية .. واجزم أنه خلال سنوات قليلة قادمة سيمتهن نصف شبابنا هذه المهنة.. وها نحن الان نسمع سعودة خادمات المنازل .. وغداً ربما نسمع سعودة منظفي السيارات.. أو سعودة عمال النظافة .. الى أين نسير إلا يمكن وضع حلول اكثر ايجابية؟ ص.ب 105439 41321 [email protected]