٭٭هل كان تنظيم الاسواق في " القديم " اكثر أهمية منه الآن؟ السؤال يطرحه البعض هذه الايام بعد ان انتشرت هذه المراكز التجارية في مدن المملكة بشكل " اخطبوطي " حتى أصبح البعض يشفق على أصحابها من انهم سوف يواجهون خسارة فادحة في ظل هذا التسابق الرهيب في اقامة هذه المراكز التي تنبت كشجر " الصبار " الذي يخرج بدون سقيا ويقول هؤلاء " الخائفون " او " المشفقون " ان العرض لهذه المراكز يفوق الطلب بمراحل كبيرة ..وهذا خطأ اقتصادي واضح . والحديث عن المراكز التجارية هو الذي جعلني اطرح السؤال في رأس الكلام عن تنظيم الاسواق في القديم ..ذكرني بما كانت عليه الأسواق في المدينةالمنورة فعندما تفتحت مداركنا كان هناك لكل نوع من السلع سوقه المختص به ..فهناك سوق القماشة وسوق العطارة وسوق العياشة وسوق الحراج وسوق القفاصة وسوق الطباخة وسوق الفلتية وسوق الخضرة وسوق الجزارة وسوق البرسيم وسوق الصاغة وسوق الصباغة وسوق التمارة وسوق الحبابة وسوق السمكرية وسوق الغنم وكان لكل مهنة من هذه " المهن " شيخ يرجع اليه عند اي خلاف قد يحدث بين اثنين في السوق وكان لهذا " الشيخ " سطوته وسلطته وكان هناك نظام غير مكتوب يحدد العلاقة بين أهل السوق فلا يمكن ان يتعدى واحد على آخر لان هناك نظاماً متفق عليه ..ولعل من ألطف أحكام هذا " الشيخ " ان يحكم على أحدهم بالتوقف عن العمل يوماً أو يومين حسب القضية المطروحة وينفذ الحكم بكل اقتناع ورضا .. لهذا يرى أهل البصيرة بأنه لابد أن يعاود النظر في إيجاد " شيخ " لكل مهنة ليعود إليها كيانها وسمعتها من جديد .