أعلن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة رئيس الفريق الطبي والجراحي لعملية فصل التوأم السيامي العراقي( زينب ورقية ) نجاح عملية الفصل في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود،حفظه الله ، بإجرائها على نفقته الخاصة. وقال في مؤتمر صحفي عقب العملية مساء أمس: "أتقدم بخالص التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، والى الشعبين الشقيقين السعودي والعراقي بمناسبة نجاح الفريق الطبي في فصل التوأم السيامي العراقي ( زينب ورقية ) ". وأضاف الربيعة :" حملني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نقل تهانيه وتبريكاته لوالدي التوأم السيامي العراقي ( زينب ورقية ) ولأعضاء الفريق الطبي على نجاح عملية الفصل ، كما حملني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية ، نقل خالص التهاني لوالدي التوأم وللفريق الطبي على نجاح هذه العملية". وأكد وزير الصحة أن توجيه خادم الحرمين الشريفين لإجراء هذه العملية ينم عن إنسانيته ، حفظه الله ، وكعادته مع مواطنيه وأبناء الأمتين العربية والإسلامية وأطفال العالم ، وقال :” إن خادم الحرمين الشريفين يعكس تعاليم وسماحة الإسلام”. وقال إن والد التوأم كان قد أرسل برقية إلى خادم الحرمين الشريفين ، حيث تلقيت اتصالا مساء نفس اليوم تضمن توجيه المقام الكريم ببحث إمكانية فصل التوأم العراقي ، وبعد البحث تم إرسال فريق طبي إلى العراق على الفور لتقييم الحالة ، ثم أبلغت المقام الكريم بإمكانية الفصل حيث اصدر حفظه الله توجيهه باستقبال التوأم وإجراء العملية وبعد التنسيق مع السلطات العراقية تم نقل التوأم بطائرة إخلاء طبية سعودية. وبين الوزير أن هذه العملية كانت تحديا للفريق الطبي فقد كانت هناك بعض الصعوبات التي جعلتنا نعجل بإجراء العملية لوجود مخاطر تهدد حياة( زينب) وعيوب خلقية في( رقية) ومن تلك الصعوبات توقف النبض عدة مرات. وقال :ولله الحمد نجحت العملية واستطعنا اختصار الوقت الذي كان مقررا لها ، مبينا أن الفريق الطبي قام بتعديل بعض المراحل أثناء إجراء العملية. وأشار رئيس الفريق الطبي أنه شارك في إجراء العملية زملاء متميزون من قطاعات طبية مختلفة، الأمر الذي يشعرنا بالفخر والاعتزاز بكل أبناء الوطن ، مثمنا الدور الذي قام به طاقم التمريض المشارك في العملية قبل وأثناء وبعد العملية. وبشأن إنشاء مركز سعودي لجراحة التوأم أفاد أن ما يثلج الصدر أن هناك عدة مراكز للأطفال في جميع مناطق المملكة من بينها إنشاء مستشفى تخصصي للأطفال ليحمل اسم الملك عبدالله وسيتضمن قسما كاملا لجراحة الأطفال السياميين في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض. وفيما يتصل بنشر الخبرة في جراحة الأطفال السياميين أوضح انه جرى تقديم هذه الخبرة عدة مرات في السابق كما يدعى أعضاء الفريق بشكل مستمر إلى المؤتمرات العالمية المتخصصة في جراحات الأطفال. ثم طلب الدكتور الربيعة من أعضاء الفريق الطبي إعطاء نبذة عن مراحل العملية كل في اختصاصه. وكانت العملية قد بدأت صباح أمس بمباشرة الفريق الطبي الجراحي السعودي المتخصص برئاسة وزير الصحة رئيس الفريق الطبي والجراحي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بفصل التوأمتين على تسع مراحل وهي مرحلة التخدير ثم التعقيم وفتح البطن وبعدها فصل الالتصاق والأمعاء ثم فصل المسالك البولية والتناسلية والحوض ثم مرحلة فصل التوأم وآخر مرحلة الترميم . وأوضح الربيعة أن حالة التوأم نادرة ومعقدة إذ تشتركان في الورك والحوض والقناة الشرجية مع التصاق الجهاز البولي والتناسلي الخارجي وتشتركان في الجزء السفلي من القناة الشوكية مع تداخل في الأعصاب السفلية ، مبيناً أن إحدى التوأم وهي رقية تعاني من تشوهات في الرأس تعيق الحياة ويوجد تكيس للسحايا كبير خارج الرأس مع ضمور في الرأس وخروج لجذع المخ والمخيخ خارج الرأس ولقد أدت هذه التشوهات إلى توقف التنفس عدة مرات وبطء في دقات القلب مما استدعى سحب السوائل من الكيس عدة مرات ، وأخضعت للتنفس الاصطناعي للحفاظ على حياتها وتعد هذه الحالة من الحالات التي يصعب الحياة معها كما تهدد حياة أختها زينب .. وأكد الربيعة أنه تم شرح الحالة بدقة لوالد التوأم ومدى خطورة الوضع الذي يهدد حياة التوأم زينب من أختها رقية مما يتطلب سرعة التدخل جراحياً لفصلهما وقبول نسبة خطورة تصل إلى 50 بالمئة من هذه العملية، مؤكداً أن فرص الحياة للتوأم رقية ضعيفة جداً ، ولقد وافق والد التوأم على قبول هذه المخاطر وفضل إجراء عملية الفصل للحفاظ على حياة التوأم زينب. يذكر أن هذه العملية هي الثامنة والعشرون من نوعها التي تجرى في المملكة العربية السعودية واستحقت أن يطلق عليها “ مملكة الإنسانية “ بناء على خدماتها وإنجازاتها الإنسانية.