أعلن الرئيس التركي عبد الله غول ان الهجوم الإسرائيلي على اسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات الى قطاع غزة ألحق أضرار "لا يمكن إصلاحها" بالعلاقات بين بلاده واسرائيل مشددا على ان هذه العلاقات "لن تعود ابدا كما كانت عليه".وقال في تصريحات متلفزة أمس "من الآن فصاعدا لن تعود العلاقات التركية الإسرائيلية لما كانت عليه ابدا .. لقد خلف هذا الحادث ندبة عميقة لا يمكن ازالتها" في العلاقات بين البلدين. واضاف ان الهجوم الذي شنته القوات الاسرائيلية الاثنين على اسطول الحرية وقتل فيه ثمانية اتراك وامريكي من اصل تركي "ليس امرا يمكن نسيانه .. او التغطية عليه".من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عزمه ملاحقة المسئولين عن الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" المتضامن مع غزة قضائيا. وقال أمام شبكات التلفزة صباح أمس "لن ندع الأمر يمرُّ مرور الكرام".ورحَّب أردوغان بردود الفعل الدولية القوية إزاء الهجوم، والتي وضعت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة مجددا على جدول الأعمال اليومي، منوها بفتح مصر معبر رفح الحدودي مع غزة الى أجل غير مسمى .. وقال إنه لم يعد أحد يصدق اسرائيل في اتهاماتها للآخرين بمعاداة السامية. وأعلنت تركيا أن القتلى التسعة في الهجوم الاسرائيلي على سفن الاغاثة التي كانت متوجهة الى قطاع غزة هم ثمانية اتراك ومواطن امريكي من اصل تركي، جميعهم قتلوا بالرصاص وتم تحديد جنسيتهم بعد اجراء فحوصات الطب الشرعي في معهد متخصص في مدينة اسطنبول نقلت اليه جثث الضحايا من فلسطينالمحتلة ليل الاربعاء الخميس، بحسب وكالة أنباء الأناضول.وعثر خبراء الطب الشرعي في اسطنبول على آثار عيارات نارية في جثث كافة الضحايا وقرروا ان احدهم قتل باطلاق النار عليه من مسافة قريبة. وقال الخبراء ان ظروف مقتل النشطاء ستتضح عند فحص العيارات النارية الذي يستغرق اجراؤه شهرا. وكانت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية قد أعلنت أن نتائج الاختبارات التي جرت في اسطنبول أظهرت أن جميع القتلى الذين سقطوا خلال عملية سيطرة إسرائيل على الأسطول في المياه الدولية كانوا من الأتراك. وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية كانت بين الجهات التي شاركت في تنظيم قافلة المساعدات الانسانية لغزة. وتعهَّد رئيس الهيئة، بولنت يلدريم، لدى وصوله إلى اسطنبول بمواصلة إرسال أساطيل إغاثة إلى غزة "حتى يتم رفع الحصار". وروى يلدريم، الذي كان على متن سفينة "مرمرة" التركية التي هاجمتها البحرية الإسرائيلية ضمن الأسطول أن النشطاء دافعوا عن أنفسهم ضد القوات الإسرائيلية الخاصة بهراوات حديدية وسيطروا على العديد من الجنود. وأكد انهم نجحوا أيضا في السيطرة على أسلحة جنود إسرائيليين وكان بإمكانهم استخدامها، إلا أنهم ألقوا بها في الماء .. وقال: "حتى إذا كانوا استخدموها فإن ذلك سيكون دفاعا عن النفس". واتهم يلدريم الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على مصوِّر كان يلتقط صورا خلال الهجوم، وذكر أن أحد النشطاء قتل رغم أنه سلم نفسه ، مضيفا إن الجنود الإسرائيليين أساءوا معاملة المعتقلين بعد ذلك. وقد أعلنت إسرائيل أنها ستعيد جميع المتعلقات الشخصية الخاصة بالمتضامنين الذين كانوا على سفينة مرمرة إلى تركيا، حيث سيجري تحديد تبعية كل منها. وتتضمن الأغراض المئات من الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر المحمول والكاميرات ومشغلي الملفات الموسيقية (إم بي 3) ومحافظ نقود وجوازات سفر وأغراضاً أخرى .. وأعلنت الخارجية الإسرائيلية أنها ستبعث بكل هذه الأغراض إلى تركيا. وكان الكثير من المتضامنين اتهموا إسرائيل بالاستحواذ على أغراضهم ووصفوا ما حدث معهم بأنه "سرقة في وضح النهار". وانتهت أمس عمليات ترحيل 805 ناشطين مشاركين نصف عددهم من الأتراك في حملة أسطول الحرية.. واستقبل الشعب التركي امس الناشطين استقبال الأبطال.