قال فضيلة الشيخ العلامة عبدالكريم الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء - إنّ المطالبة بدراسة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، اتباع لخطوات الشيطان الذي نهيناعنه بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ). وأضاف فضيلته - مُجيبا على سؤال وجّه له - أنّ من خطوات الشيطان التي وقعت فيها الدول المجاورة أن تلعب الفتاة الرياضة مع الحشمة وفي محيط النساء، ثم التنازل عن هذه الشروط شيئاً فشيئاً، إلى أن يصل الحد إلى وضع لا يرضاه مسلم عاقل غيور فضلاً عن متدين. وختم فضيلته قائلا: فالذي لا أشك فيه أن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات حرام؛ نظراً لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب، ولا تجوز المطالبة بها فضلاً عن إقرارها. يُذكر أنّ وزارة التربية بدأت بتطبيق الاختلاط للصف الأول ثم الثاني والثالث، وجاءت التصريحات الأخيرة تُفيد بأنّ إدخال الرياضة في مدارس البنات هي الخطوة للمرحلة القادمة. وقد كانت هذه القرارات بمثابة الصدمة المُحزنة للرأي العام، وجاءت ردود الفعل مُستنكرة للغاية، ويأمل الناصحون أن يُراجع مسؤولوا التربية أنفسهم، وأن يأخذوا برأي أهل العلم المعروفين بحرصهم على دينهم وبلادهم. وفيما يلي نصّ فتوى الشيخ عبدالكريم الخضير: فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير وفقه الله لكل خير. تناولت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة أن هناك اقتراحاً يهدف إلى دراسة إدخال التربية البدنية في مدارس تعليم البنات بما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية. ما حكم إدخال مثل هذه المادة في تعليم البنات؟ أرجو التفصيل في هذه المسألة وتحريرها ليتجلى للكثير الحكم. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه،،، والله يحفظكم ويرعاكم. الجواب : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن المطالبة بدراسة إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، اتباع لخطوات الشيطان الذي نهيناعنه بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(البقرة:168)، وقوله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(البقرة:208)، وقوله: (وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (الأنعام:142)، وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) (النور: من الآية21)، وقد بيّن الله لنا أتم بيان أن الشيطان لنا عدو وأمرنا أن نتخذه عدواً ،والشيطان حريص على إضلال بني آدم، كما أقسم بعزة الله جل وعلا قائلاً كما ذكره الله عنهفَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)(صّ: من الآية82)، وإذا رأيناما فعله الشيطان بالنسبة لهذه الرياضة المزعومة، من إيقاع العداوة والبغضاء ، والصد عن ذكر الله مما لا يخفى على أحد، ويكفينا ما مرت به الدول المجاورة، لما تجاوزوا أمر الله عز وجل واتبعوا خطوات الشيطان، فالخطوة الأولى أن تلعب الرياضةمع الحشمة وفي محيط النساء، ثم تنازلوا عن هذه الشروط شيئاً فشيئاً، إلى أن وصل الحد إلى وضع لا يرضاه مسلم عاقل غيورفضلاً عن متدين، وإذا كان الذكور مطالبين بالإعداد والاستعداد، فالنساء وظيفتهن القرار في البيوت وتربية الأجيال على التدين والخلق والفضائل والآداب الإسلامية، فالذي لا أشك فيه أن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات حرام؛ نظراً لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب، ولا تجوز المطالبة بها فضلاً عن إقرارها، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.