0 طلاب يعتدون على مدير مدرسة بالسكاكين ! طالب يعتدي بالضرب على معلمه ! مجموعة طلاب يهشمون زجاج سيارة معلم ! قتل معلم في فناء مدرسته !!! *** عناوين مثيرة وحقيقية لأحداث حصلت وتحصل في مدارسنا ،، احداث نعيشها ونستنكرها ثم ننساها أو نتناساها ! لابد من دراسة أسباب هذا الانفلات الأخلاقي والتهور من قبل فئة من ( الشباب ) يمثلون جزءا مريضاً من عماد الأمة ورصيدها للمستقبل ! من المسؤول عن سقوط ( هيبة المعلم ) والمدرسة والنظام في نفوس الطلبة والطالبات ؟ هناك قائل بأن ( منع الضرب ) في المدارس له دور كبير في هذا الانفلات الغريب وكثرة حالات الاعتداءات على أعضاء هيئة التدريس من معلمين ومدراء !!! وهناك قائل بأن هذا نتيجة غياب تطبيق النظام ( وتفعيله ) بصرامة وعدل بحق كل من تسول له نفسه اتباع شريعة الغاب في التقاضي والانتقام لنفسه !!! وقائل يرمي بالملامة على البيت ودور الأسرة والبيئة في التربية وتنشئة الطفل منذ صغره بغرس المثل والمبادئ الإسلامية في وجدانه وعقله بالتزامن مع غذاءه !!! وكل يرمي بالملامة على الآخر ويتنصل منها مبرأ نفسه وملقيا بها وراء الشبكة وكأنها كرة طائرة تتقادفها ايدي اللاعبين لترمي بها بيعدا عن خط التماس !!! *** من وجهة نظري الشخصية أن هذا ( التدهور الاخلاقي ) وسيطرة الأنا وانفلات الأعصاب والتهور بالشكل الذي نراه اليوم واقعا في مجتمعنا يتحمله الجميع ! نعم جميعنا نتحمل المسؤولية بدءاً بمؤسسات الدولة وانتهاء ب( الطاب الذي يفترض أن يكون نجيبا ) ! فمؤسسات الدولة عموما وخاصة التربوية والخدمية أرى أن تهتم أولا ب( بناء الفرد ) وتثقيفه بما له من حقوق وما عليه من واجبات تجاه نفسه ومجتمعه ! ثم سن الأنظمة واللوائح التنظيمية وتفعيلها على الجميع بشكل عادل وأشدد على التفعيل .. لأن كثيرا من انظمتنا تبقى حبرا على ورق تذروه الرياح في يوم عاصف !!! فالضرب غير المبرّح يبقى وسيلة تربوية اسلامية يُلجأ لها في تصويب وتقويم بعض السلوكيات الخاطئة من قبل بعض المشاغبين ! فالمنع الدائم قد يحل جزئية معينة في مشكلة ما .. لكنه يبقى خيارا يفتح الباب على مصراعيه لتوالد وتكاثر المشاكل من رحم مشكلة بسيطة ! لماذا لا يتم معاقبة كل من يتجاوز أو يبالغ في استخدام الضرب من هيئة التدريس بصرامة بحسب ما تقتضيه الأنظمة التي يفترض أن تكون موجودة ومعلومة لجميع الأطراف ! ثم أن الأسرة لها دور كبير في التركيز على التنشئة والتربية الإسلامية الصحيحة قبل أن يكون اهتمامها منصبا على توفير بعض ( الماديات والكماليات ) وتنشغل عن الأهم ! *** إن ( الأخلاق الحميدة ) بعبارة وجيزة .. هي الأساس في بناء ( الإنسان ) وهي السلاح ( الأقوى ) لمواجهة الجهل والظلم والإستبداد والطغيان ! قال تعالى : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) - القلم آية 4 - وقد كان خلقه القرآن عليه أفضل الصلاة والسلام ليكن شعارنا جميعا بناء ( مكارم الأخلاق ) وتعزيزها في نفوسنا قبل التعليم وتشييد القصور والفلل بل قبل الأكل والشرب وبعدهما !!! في بيوتنا وفي أسواقنا ومدراسنا وفي وظائفنا وفي شأننا كله .. ومع أنفسنا قبل غيرنا !