بعد صمت دام ربع قرن تقريبا، وكثير من الشائعات والتكهنات حول قبرين في محطة وقود ظلت مهجورة في محافظة محايل عسير، توصلت صحيفة عكاظ ومن خلال زيارة قام بها مندوبها في تهامة مغرم عسيري لذوي دفيني القبرين الذين كشفوا هوية الشخصين المدفونين في القبرين، منهين بذلك لغزا صعبا حير الجميع لسنوات طويلة، خصوصا أن القبرين يقعان جوار محطة وقود لم يستكمل بناؤها لسنوات، وهو ما زاد من الشائعات. وكانت الشائعات في أغلبها تركز على أن القبرين يعودان لشقيقين قتل بعضهما البعض إثر خلاف على ملكية المحطة المجاورة، فأطلق كل منهما النار على شقيقه فأرداه قتيلا وفارقا الحياة في نفس اللحظة، فأمر قاضي البلدة بدفنهما إلى جوار العقار المتنازع عليه وتعطيل العقار ليكونا عبرة لغيرهما من سكان البلد. وأوضح ل«عكاظ» المواطن محمد حمود، من سكان القرية المجاورة للموقع، أن القبرين يعودان في الأساس لوالده وشقيقه، أما المحطة المهجورة فهي ملك لجار لهم. وبين أن شقيقه تعرض عام 1405 لحادث مروري على طريق الساحل بجوار المقبرة الموجودة حاليا وتوفي على إثرها، ودفن في أملاكهم المجاورة لموقع الحادث. ويضيف: «مرض والدي بعدها بمدة وأوصى بدفنه إلى جوار أخي»، وذكر أن محطة الوقود كانت وقتها لاتزال تحت الإنشاء، إلا أن البناء توقف بسبب خلاف بين الشركاء، وظلت قضيتهم تدور في أروقة المحاكم إلى ما قبل سنوات قليلة حتى حسمت أخيرا وهي تعمل الآن، مستغربا ربط الإشاعة بتعطل المحطة، وقال: «كيف ينسج الناس قصصا من خيالهم لدرجة أن بعضهم حدد مكان المجزرة المزعومة وهو ما أضر بنا كثيرا». ويقول عبده عمر (75 عاما)، إن القبر يعود لعمه الذي توفي في منزله، ويضيف: «دفنته أنا وجماعتي في هذه المقبرة التي لا يوجد بها سوى قبر ابنه الذي ذهب ضحية حادث مروري، وأوصى بدفنه في نفس الأرض التي تعود ملكيتها لعمي». «عكاظ» تحدثت إلى شيخ قبيلة آل فاهمة في محايل عسير عمر حسن الفاهمي، الذي أكد أن القبرين يعودان لاثنين من أفراد جماعته، وهما أب وابنه تعرض الأول لحادث مروري وتوفي، والثاني تعرض لمرض عضال لم يمهله طويلا وفارق الحياة، وأوضح الفاهمي أن ما أثير من إشاعات غير صحيح وهي إشاعة روج لها مع الزمن وتناقلتها المجالس دون براهين تدل على الحقيقة، فيما نفى محافظ محافظة محايل عسير مسفر الحرملي علمه بالقضية أو تشكيل لجان للوقوف عليها.