نجحت البرامج التأهيلية المخصصة للأطفال المتسولين دون الخامسة عشر بمركز إيواء الأطفال المتسولين التابع لجمعية البر بجدة من اكتشاف المواهب والإمكانيات لدى الأطفال المودعين بالمركز عن طريق إدارة الجوازات. حيث تمكن المركز من تأهيل إمكانيات طفلين برماويين في فن الرسم بعد أن لمس المشرف عليهما موهبتهما في هذا المجال؛ مما دفع بالمركز لتوفير أدوات الرسم من الألوان واللوحات لمواصلة إبداعهما وتأسيسهما لامتلاك حرفة تكفيهم شر التسول. وقال زارع الحكمي مدير مركز إيواء الأطفال المتسولين: "إن البرامج التأهيلية المخصصة للأطفال المتسولين تتركز في تقديم الدروس الدينية كحلقات القرآن الكريم والمواد الدينية وبرنامج عمل منوع بين الثقافي والترفيهي وتدريبيهم على العديد من المهارات التي تؤهلهم لكسب قوت يومهم بعيداً عن التسول في الشوارع والإشارات المرورية والأسواق". وأضاف "إن الطفلين البرماويين إبراهيم جميل وأحمد سليم المحالين من إدارة الجوازات من مكة بعد إيداع أبويهما في الحبس نظراً لعدم وجود إقامة نظامية؛ أبهرا المشرف عليهما بإمكانيتهما في رسم لوحات فنية مميزة؛ مما دفع بالمركز إلى توفير مستلزمات الرسم من ألوان ولوحات وكافة الأدوات" وأشار زارع إلى المركز يسعى إلى جمع أكبر عدد من لوحات الطفلين لبيعها في إحدى بازارات جمعية البر بجدة التي تقيمها صيف كل عام ليستفد الطفلين من مبلغ لوحاتهم حال خروجهم من المركز أو ترحيلهما إلى بلديهما. وبيّن زارع إلى أن مركز إيواء الأطفال المتسولين يقدم كافة مصاريف الإعاشة والإسكان والمواد التي يحتاجونها الأطفال؛ فالمركز مهيأ بكافة الإمكانيات والتجهيزات والوسائل المطلوبة وذلك من أجل ملائمته للأعمال التي يقوم بها المركز المكون من قسمين للفتيان والفتيات. وحول آلية استقبال الأطفال المتسولين؛ قال زارع: "إن المركز وبالتعاون مع الجهات الأمنية كإدارة الجوازات نعمل على إيداع الأطفال المتسولين في المركز إما لوجود آبائهم في إدارة الترحيل حتى يتم إصدار إجراءات ترحيلهم من البلاد مع آبائهم؛ أو لحين إصدار إقامة نظامية بعد أن يتم سداد الغرامات المالية ويتعهد الكفيل بعد تكرار مهنة التسول لهؤلاء الأطفال". وأضاف زارع "يبدأ المركز لحظة وصل الأطفال إلى المركز بتسجيل بياناتهم الشخصية وجميع معلوماتهم واستلام ما بحوزة الأطفال من مبالغ مالية وعينية ووضعها في الأمانات تبديل ملابسهم القديمة بأخرى جديدة؛ كما يقوم المركز بإجراء فحص طبي شامل على الأطفال وإعداد تقرير طبي بحالة الطفل الصحية فمن الممكن أن تكون هناك أمراض معدية تصيب الأطفال الأصحاء؛ ومن ثم إيداعهم في دور المركز الإيوائية بحسب الفئة العمرية وتعريفهم على برنامج المركز اليومي". وحول أعداد الأطفال الموعدين يومياً بالمركز؛ قال زارع: "يتراوح أعداد الأطفال الموعدين يوميا بين 5 أطفال إلى 10 أطفال؛ وبلغ عدد الأطفال الذين تم ترحيلهم منذ نشأة المركز موسم حج 1424ه 5958 طفل وتم إطلاق سراح 1570 طفل بعد حصولهم على إقامة نظامية من إدارة الجوازات بعد دفع الغرامة المترتبة على ذلك والتعهد بعد العودة للتسول؛ ويتواجد الآن في المركز 43 طفل من جنسيات مختلفة منهن 8 فتيات و35 فتى". الجدير بالذكر أن المركز أنشأ بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير مكةالمكرمة –يرحمه الله- بداية موسم حج 1424ه من أجل إيواء الأطفال المتسولين الذين يتم القبض عليهم سواءً بالتسول أو من يقومون بالبيع عند الإشارات المرورية وحتى يتم ترحيلهم بالتنسيق مع هيئة الإغاثة الإسلامية والندوة العالمية للشباب الإسلامي أو استلامهم عن طريق ذويهم من أجل القضاء على ظاهرة التسول عن الإشارات المرورية والأسواق والتي انتشرت بشكل كبير في جدة وأسند هذا المركز وجميع أعماله إلى جمعية البر بجدة.