اعرب عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكنغ عن اقتناعه بوجود مخلوقات في الفضاء الخارجي ولكن بدلا من محاولة الاتصال بها دعا الانسان الى عمل كل ما بوسعه للابتعاد عنها. وافادت الطبعة الالكترونية لصحيفة التايمز الصادرة اليوم الأحد ان هوكنغ يوجه هذا التحذير في مسلسل وثائقي جديد يتحدث فيه هوكنغ الذي يعتبر من اكبر العلماء في العالم عن أحدث ما توصل اليه تفكيره بشأن الغاز الكون الكبرى. يقول هوكنغ ان من المؤكد تقريبا ان توجد حياة في الفضاء الخارجي، ليس في الكواكب وحدها، بل ربما في مركز النجوم أو حتى تكون عائمة في الفضاء الموجود بين الكواكب. ومنطق هوكنغ بشأن وجود مخلوقات فضائية منطق بسيط الى حد استثنائي بنظره. فهو يشير الى ان في الكون مئة مليار مجرة كل مجرة منها تحوي مئات الملايين من النجوم. وفي مثل هذا الفضاء الهائل فان من المستبعد ان تكون الكرة الأرضية هي الكوكب الوحيد الذي نشأت فيه حياة. وقال هوكنغ: "بالنسبة لعقلي الرياضي فان الأعداد وحدها تجعل التفكير في وجود مخلوقات فضائية تفكيرا عقلانيا تماما. والتحدي الحقيقي هو التوصل الى ما قد تبدو عليه هذه المخلوقات في الواقع". ويضيف العالم الفيزيائي ان الإجابة عن ذلك هو انها في الغالب ستكون معادلة للميكروبات أو حيوانات بدائية التكوين من اشكال الحياة التي سادت في الأرض طلية الشطر الأعظم من تاريخها. ويعرض احد المشاهد في فيلم هوكنغ الوثائقي الذي صًور لقناة "ديسكفري" التلفزيونية العلمية، قطيعا من الحيوانات النباتية التي ترعى على سفح غريب عن عالمنا حيث تنقض عليها ضواري اشبه بالزواحف. وتظهر في مشهد آخر حيوانات مائية مضيئة تشكل اسرابا كبيرة في المحيطات التي يُعتقد انها تكمن تحت سطح الغطاء الثلجي لأقمار المشتري. ومثل هذه المشاهد هي من باب التكهن ولكن هوكنغ يستخدمها للتوصل الى مسألة جدية تماما هي ان بعض اشكال الحياة يمكن ان تكون عاقلة وتشكل خطرا. ويعتقد هوكنغ ان الاتصال بمثل هذه الأنواع من الجائز ان يكون مدمرا بعواقبه على البشرية. يذهب هوكنغ الى ان مخلوقات غريبة يمكن ان تَغيِِر على الكرة الأرضية من أجل مواردها ثم ترحل. وقال: "ما علينا إلا ان ننظر الى انفسنا لنرى كيف يمكن ان تتطور حياة عاقلة الى شيء لا نريد مواجهته. وأحسب انها يمكن ان توجد في سفن عملاقة بعد استهلاك كل الموارد في كوكبها الذي أتت منه. وقد تصبح مثل هذه المخلوقات الفضائية المتقدمة مخلوقات مرتحلة تسعى الى الغزو والاستيطان في اي كواكب تستطيع الوصول اليها". ويخلص هوكنغ الذي كان استاذ الرياضيات في جامعة كامبردج حتى تشرين الأول/اكتوبر الماضي الى ان محاولة الاتصال بأجناس غريبة كهذه ينطوي على "شيء من المخاطرة". وقال انه إذا زارتنا مخلوقات من الكواكب الأخرى فان النتيجة ستكون كبيرة الشبه بما حدث عندما نزل كريستوفر كولومبوس أول مرة على شواطئ اميركا، الأمر الذي كانت محصلته وبالا على السكان الاميركيين الأصليين. تقول صحيفة التايمز ان انجاز الفيلم الوثائقي سيكون بمثابة انتصار للعالم الفيزيائي البالغ من العمر 68 والمصاب بالشلل وليس لديه إلا وسائل محدودة جدا للتواصل. واستغرق تصوير الفيلم ثلاث سنوات من وقته ومن منتجي الفيلم اصر خلالها على ان يعيد كتابة مقاطع كبيرة من السيناريو وتدقيق الشريط.