انتقد رجل الدين الشيعي القزويني الذين يتهمون الشيعة بقيامهم بإحياء الشعائر الحسينية واصفين اياها بالبدعة والضلالة متسائلا عن الجماهير المليونية التي تزور سنويا مرقد الامام الحسين عليه السلام والقوة الجبارة التي تقودهم اليه ، معتبرا بان العداء للشيعة بدأ منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مستدلا بما حدث لأهل بيته عليهم السلام ، وطالب الخطباء عدم استخدام المنبر الحسيني من اجل الرد على المخالفين او سب الصحابة وزوجات الرسول وعدم التدخل في السياسة والقضايا الاجتماعية. جائ ذلك في لقاء مطول أجرته معه جريدة "الوطن" الكويتية والذي نفى فيه اتهام الشيعة بالبدعة والانحراف والضلال في المواكب الحسينية وقال : " قضية الامام الحسين عليه السلام فلاريب انها قضية تختلف عن كل القضايا في العالم، ولعلنا شاهدنا سواء على شاشات الفضائيات او على ارض الواقع مواكب العزاء التي تقام في كل ارجاء العالم بما فيها العراق وخاصة في كربلاء المقدسة، حيث شاهدنا الجماهير المليونية التي جاءت سعيا على الاقدام من شتى المدن العراقية وبينهم شيوخ وشباب رجال ونساء واطفال بل كان بينهم من المعاقين.. ماذا يعني ذلك؟ وهل فسر اولئك الذين يتهمون الشيعة تلك القوة الجبارة التي تقود هذه الجماهير المليونية الى تلك البقعة المقدسة اضافة الى تلك المحبة للامام الحسين عليه السلام؟ فعلينا الا نستغرب هذه المعجزة الالهية التي اراد بها الباري عز وجل تعظيم الامام الحسين عليه السلام، لان الامام الحسين عليه السلام اعطى كل شيء في سبيل الله. وفي رواية الامام زين العابدين عليه السلام في اليوم الحادي عشر من محرم اي بعد فاجعة كربلاد قال «يوم سيرونا على جمال دون غطاء ووطاء نظرت الى جثة ابي وعمي واخوتي وبني عمومتي صرعى مجنزرين فجعلت اجود بنفسي، فنظرت الى عمتي زينب فقالت يا بن اخي مالي اراك تجود بنفسك يا بقية اهلي، يا بن اخي لا يهولنّك هذا، فان الله اخذ ميثاق اناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الارض، انهم يجمعون هذه الاجزاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون علما لقبر ابيك سيد الشهداء لا يدرس اثره ولا يعفى رسمه، ولتجترئن ائمة الكفر واشياع الظلال في تطميسه فلا يزداد الا علوا وامره الا ظهورا» وهذا ما نشاهده اليوم. ولقد قرأنا في كتب التاريخ ان العديد من الحكام حاولوا اخفاء آثار قبر الامام الحسين عليه السلام فلم يتمكنوا ابتداء من هذا المرقد المشرف للامام الحسين عليه السلام تعرض الى الكثير من اعمال الهدم ومع ذلك نراه اليوم شامخا وعاليا، والقبة الشامخة تفسر نفسها بين الجموع المليونية التي تزورها كل يوم صباح ومساء، وهناك مشروع لتوسعة المرقدين الامام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام حتى تستوفي المساحة الجديدة الاعداد الكبيرة من الزوار خاصة بعد ان وصل العدد الى 17 مليون زائر في اربعين الامام الحسين عليه السلام في شهر صفر الماضي". وواصل يقول " وعلى الرغم من هذه المحاولات التي باءت بالفشل نؤكد ان الامام الحسين عليه السلام ظاهرة غريبة، وعلى سبيل المثال فان مكةالمكرمة اعزها الله لم تشاهد نصف ولا حتى ربع هذه الاعداد من يوم خلقها الله، والاغرب والاعجب من ذلك تلك الموائد التي كانت متوفرة لزوار الامام الحسين عليه السلام ابتداء من خارج كربلاء وصولاً الى الداخل، اضافة الى الخيام المنصوبة على طرق البصرة وبغداد والشمال والجنوب وكذلك المناطق التي يشغلها الارهابيون والقتلة مثل ديالى والموصل وتكريت والفلوجة والرمادي، اي ان وسائل الراحة كانت متوفرة للزوار وهم في طريقهم الى كربلاء، واني اؤكد ان أكبر دول العالم بما فيها امريكا لايمكنها توفير تلك الكميات الكبيرة من الطعام حيث بلغت عام 2007 الى اكثر من 273 مليون وجبة وقدرت عام 2010 باكثر من 400 مليون وجبة الى جانب الفواكه والحلويات والمياه والحليب والمشروبات الغازية ورغم الفقر والظروف المالية والاجتماعية والامنية فان القائمين من محبي وموالي اهل البيت يساهمون في هذا العمل بل يتوسلون الى الزوار بالمشاركة في الطعام، أليست هذه المعجزة؟! على الرغم من الامكانيات المحدودة ترى هذه الجموع الغفيرة والطعام والخيالة والمياه، لذا نقول فليفسر هؤلاء مايحلو لهم، ويزيدوا في اتهاماتهم للشيعة بالبدع والضلال". واما حول مواكب العزاء فقال " فهي متواجدة في معظم دول العالم ان لم تكن في جميعها ، وفي مونتريال خرجت مسيرة من السنة والشيعة يوم عاشوراء وكذلك يوم الاربعين اضافة الى دول في آسيا وافريقيا واوربا والامريكتين وحتى في استراليا، وعلينا الا نستغرب من ذلك، ويكفي ان علم الامام الحسين عليه السلام وشعاره مرفوع ويرفرف في كل بقاع العالم، فهذه المظاهر من الشعائر الحسينية رد مقنع وقاطع على من يتفوه ويتقول بان هذه بدعة وضلالة وقد قام الارهابيون بعمليات التفجير بعدة اماكن خارج كربلاء بين صفوف الزوار ومع ذلك استمرت المسيرة وواصل الزوار طريقهم وهم ينادون نتحدى رغم الارهاب»، وعلى الرغم من هذه المصاعب والمصائب الاليمة والمفجعة بين صفوف الزوار الذين رفعوا ابناءهم وذويهم شهداء في سبيل احياء هذه الشعيرة الحسينية ورفع راية الامام الحسين عليه السلام الذي نهض ضد الظلم والظالمين والدكتاتورية والثورة لاجل بقاء الدين كما هو، ومن بين هؤلاء صادفت الكثير من المفجوعين منهم امرأة عجوز وهي ام لاربعة شهداء تسير رائعة رأسها وفخورة بان ابناءها ذهبوا في سبيل الامام الحسين عليه السلام". وحول سبب استمرار العداء المزعوم مع الشيعة قال القزويني " علينا أن ندرك جليا أن هذا العداء ليس جديداً، أو كما يقال بالمثل المعروف المتداول «ليست هذه أول قارورة كسرت في الإسلام»، فظهر هذا العداء منذ وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، حيث بدأ العداء مع أهل البيت عليهم السلام، ثم من الذي أوجد فاجعة كربلاء؟ ومن الذي قتل الإمام الحسن عليه السلام؟ ومن الذي قتل الأئمة الأحد عشر؟ كانت السلطات ضد أهل البيت عليهم السلام والشيعة أيضا وكتب التاريخ شاهد على ذلك، فهؤلاء يعتبرون الشيعة معارضين، نعم كانوا معارضين ولكن ليس لهدف شخصي أو منصب، بل معارضون للظلم واللاشرعية، فكانت هذه ضريبة المعارضة، كذلك اليوم فإن المعارضين ليس لديهم استقرار في مواجهة السلطات رغم الديموقراطية والحرية، وعليه فإن هذا العداء بدأ منذ القدم واستمر ونحن الشيعة ندفع ضريبتها". وحول صفات الخطيب الحسيني ، كشف القزويني أنه يمارس الخطابة منذ سبعين عاما وهو في الثانية عشرة من عمره بمشاركة في قصيدة ونعي وقال " والان انا في الثانية والثمانين فباعتقادي ان الخطيب يجب ان تكون لديه دراسة حوزوية اي إتقانه للغة العربية ومبادئ النحو والصرف وأن يجيد القرآن وقراءته صحيحة ومعرفته تفاسير القرآن الشريف والاحاديث النبوية الشريفة ودراسة الكتب الأربعة وهي الكافي ومن لا يحضر والفقية والتهزيب والاستبصار كذلك كتاب الاحتجاج وتحف العقول والبحار اي أن يكون ملماً بثقافة اهل البيت عليهم السلام". مشير الى ان الخطيب لا بد له من اختيار الطريقة المناسبة للتحدث والخطابة على المنبر الحسيني، و يكون لديه «ثقافة جامعية» واطلاع على الادب العربي القديم والحديث والتاريخ ومعرفة طرق الخطابة وكيفية ايصال الموضوع الى المستمعين، مؤكدا بان هذه الوسائل " كفيلة لادخال المسيحيين للاسلام واعتناق اهل البيت عليهم السلام". وكشف يقول " وانا لديَّ اربعة ابناء في امريكا يصعدون المنابر وساهموا في اعتناق الكثير من المسيحيين الدين الاسلامي اضافة الى مدرسة في لوس انجلوس باسم «مدينة العلم» وقد تأسست هذه المدرسة بأموال كويتية وتخرج هذه المدرسة سنويا العديد من الخريجين والخريجات على مستوى الجامعة، اضافة الى ارتداء الكثير من الطالبات للحجاب والقيام بأداء النوافل بجانب الفرائض وكذلك اداء صلاة الليل، لذا عن طريق الخطباء هناك حملة ايمانية كبيرة في بلاد الغرب". وعندما ساله محاوره بأن هناك العديد من الخطباء يستغلون المنبر الحسيني للرد على الآخرين بأساليب جافة وجارحة وكذلك بعض الاساليب الهابطة ضد الصحابة وزوجات الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام، فرد عليه القزويني قائلا : " قال الباري عز وجل في كتابه الكريم ادع الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي احسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وهناك كتاب قيم في التراث الشيعي باسم «الاحتجاج» يعلمنا كيفية الجدل الديني الذي قام به الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك أمير المؤمنين الامام علي والسيدة الزهراء والأئمة المعصومون عليهم السلام، وعليه فإني انصح نفسي في البداية وانصح كل خطيب وكل واعظ وكل من يريد ان يناظر في المسائل المذهبية الخلافية عليه ان يقرأ كتاب الاحتجاج حتى يصل الى درجة النجاح وكيفية التأثر في نفوس الخصم وغيرهم، وكتاب الاحتجاج يتضمن قوة المنطق وكيفية ايتاء البرهان قل هاتوا برهانكم، لذا يجب التعلم من اخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث انه جادل وناقش مع اليهود والنصارى بكل حكمة وادب ومنطق وبرهان، فعلى الخطباء التعلم من طريقة الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام في مجادلته مع الآخرين وخاصة الخصوم، لذا على الخطباء ترك هذا النهج وهذه الطريقة والالتزام بالاحكام القرآنية اسلوب الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم". والحقيقة الحوار طويل جدا وقد حاولنا ان نذكر بعض النقاط بالتفصيل دون تدخل في النصوص التي جرت على لسان القزويني ، وتجدر الاشارة الى أن الجريدة ابرزت النقاط التالية في مستهل الحوار وهي: - لأسرة الصباح دور كبير في تهيئة أجواء الحرية والمساواة بين أطياف الشعب الكويتي - المواكب الحسينية في عاشوراء لا تقتصر على الشيعة.. ولكن يشارك فيها السنة والنصارى والسيخ والهندوس وغيرهم - على الخطباء النأي عن السياسة والقضايا الاجتماعية الداخلية وعدم سب الصحابة وزوجات الرسول - العداء للشيعة منذ رحيل الرسول الأكرم.. والشواهد كثيرة في كتب التاريخ - 400 مليون وجبة قدمت لزوار المراقد هذا العام - رغم ما تعرض له قبر الحسين تاريخياً.. ظل شامخاً عالياً - إسرائيل والصليبيون والملحدون والزنادقة والشيوعيون أعداؤنا المشتركون فلنقف ضدهم جميعاً