مفاجأة من العيار الثقيل ينتظرها وزراء الاعلام في الدول العربية، وكافة إدارات وزارة الإعلام بما فيها إدارة النايل سات، أصحاب القرار فى إطلاق أو إيقاف بث القنوات من عدمه، حيث تعتزم إيران إطلاق قمر صناعى خلال شهر ونصف الشهر من الآن، إضافة إلى اعتزام قطر إطلاق قمر آخر منتصف شهر يونيه المقبل. المفاجأة ليست فى إطلاق القمرين، وإنما فى مدار هذه الأقمار، حيث قررت إدارتا الدولتان أن يكون نفس المدار الذى يدور فيه النايل سات المصرى، وذلك حتى يتمكنا من الوصول إلى شريحة مشاهدى النايل سات والتأثير فيه وبدء مرحلة جديدة من الغزو الفكرى الموجه والصريح، خاصة بعد إيقاف وزير الإعلام وإدارة النايل سات وهيئة الاستثمار لبعض القنوات العربية والمصرية، مثل قناة "العالم" الإيرانية" التى لجأ أصحابها إلى القمر البديل "العرب سات" بعد أن فشلت كل الجهود السياسية لإعادة بث القناة من جديد على النايل سات. من جانبه، أشار أحمد السيوفى مدير مكتب قناة "العالم" الإيرانية فى القاهرة إلى أن القمر الصناعى الإيرانى سيتسم بالعديد من المميزات منها انخفاض أسعاره، وتقنياته المتطورة، إضافة إلى تغطيته للفلك الذى يغطيه النايل سات المصرى، مما يعنى أن انتقال القنوات عليه لن يتسبب فى أية أضرار لهذه القنوات أو مشاهديها، بل على العكس، سيعود القمر على القنوات المنضمة إليه بالفرق المادى الذى سيوفره لها مما كانت تدفعه للأقمار الأخرى. وتوقع السيوفى أن يلقى القمر الصناعى الإيرانى إقبالا كبيرا من القنوات الفضائية الجديدة، إضافة إلى عدد كبير أيضا من القنوات التى تفتقد الحرية على الأقمار الأخرى، وأول هذه القنوات – كما أشار السيوفى – قناة "العالم" الإيرانية التى تم إيقافها بقرار من وزير الإعلام المصرى أنس الفقى. وعن القنوات التى تحمل توجهات دول أو منظمات، مثل قناة "العالم" الإيرانية، وقناة "المنار" التابعة لحزب الله اللبنانى، وقدرة هذه الدول والمنظمات على تمويل قنواتهم أيا كانت أماكن بثها، أوضح د.صفوت العالم أن انطلاق القمرين الصناعيين الإيرانى والقطرى سيبدأ عهد إعلام جديد، محدد الملامح، يتسم بالحرية المفرطة، وعلى الإدارة المصرية التخطيط الجدى لمواجهة هذا الأمر من الآن، وعدم الانتظار لحين إطلاق القمران بالفعل، ثم التفكير فى كيفية مواجهته. وشدد العالم أيضا على ضرورة بحث وزارة الإعلام عن حلول بديلة مثل تقديم خدمات ما بعد البيع والبث، مثل، البحث عن وسائل جديدة تكفل راحة العاملين بمدينة الإنتاج الإعلامى وتوفير كافة احتياجاتهم بدلا من معاملتهم معاملة "المنفيين"، وهو الأمر الذى لابد وأن تنتبه إليه إدارة المدينة التى تستهتر بخريطة المدينة وتوزيع استوديوهات القنوات والتى استاء الكثيرين من تقسيماتها، خاصة فيما يتضح من ابتعاد استوديوهات القناة الواحدة عن بعضهما البعض. يشار إلى أن هيئة الاستثمار أوقفت مؤخرا بث قناة "الحياة 2"، وتم تسويد الشاشة لتنفيذ حكم المحكمة الصادر ضد الإعلامى أحمد شوبير والقناة، وهى الأحكام التى لن تجد صدى فى الأقمار الصناعية الجديدة، خاصة لما تحمله هذه الأقمار من توجهات دولية تحركها يمينا ويسارا.