في الوقت الذي يتصدى فيه الجنود البواسل للمتسللين على الحدود مرمى النفايات بأبها يوفر المأوى لعشرات المجهولين ويمدهم بالأموال حان الوقت لوقفة حازمة من الجهات المسئولة وتطهير البلد من كل عابث وانتهازي يهبون سريعاً من كل حدب وصوب عندما تصل سيارات النظافة التي تحمل نفايات المنازل ويتسابقون إليها من تحت أكوام النفايات وتحت أكشاك الخشب المغطاة بالمفروشات أو البراميل وألواح الزنك وخلافها وقبل أن تصل السيارة إلى المكان المخصص لتفريغ الحمولة تجدهم يوقفونها عنوة ويأمرون السائق بتفريغ الحمولة في مكان قريب ومنبسط ليسهل لهم النبش والبحث فيما قد تحمله لهم من نفايات يمكن أن يجدوا فيها بقايا لخردوات أو أجهزة وخلافها ، ولكن أحياناً عندما يرفض السائق التوقف في المكان المطلوب لهم فإن الضرب والتهديد سيكون مصيره . يعملون على جمع كل ما يمكن الاستفادة منه مما تلفظه المنازل والمحلات . ويقومون بفرزه وتهيئته وتنظيم تخزينها في أقسام حسب الصنف والانتظار حتى يأتي الزبائن للشراء والتحميل . وهكذا تسير الأمور بشكل يومي وعلى مدار الأربع وعشرين ساعة . في الطرف الآخر هناك محلات بيع الأطعمة الساخنة والباردة والوجبات وتنتشر المساكن في سفوح الجبال . ولكن وعندما تعمد الأمانة إلى منع دخول الزبائن للمرمى فإن النتيجة هي حرق الإطارات ونشر سحب الدخان وربما تصل إلى إحراق معدات الأمانة كردة فعل . وهذا ما حصل مرات عدة . تلك الصورة ترتسم تماماً في مرمى النفايات بأم الركب بأبها عشرات المجهولين الذين يقطنون وهم من بلد عربي مجاور ( اليمن تحديداّ ) . وفي مغامرة تحمل في جوانبها الكثير من الخطر قامت ( صحيفة أزد الإلكترونية ) بجولة داخل مرمى النفايات بأبها وتستطلع الأمر وتستكشف أسرار الموقع الذي استعصى على الأمانة والجوازات من الدخول إليه والقبض على من فيه ومعرفة هوياتهم وأهدافهم وذلك من منطلق دورها في النقد البناء والموثق وتقديم أي ملاحظة تسهم في الحفاظ على أمن ومقدرات هذه البلاد ولا سيما في ظل الظروف التي تعيشها بلادنا في هذه الأيام والوضع على الحدود السعودية اليمنية وما يصاحبها من اشتباكات مسلحة من عناصر الحوثيين ومحاولاتهم المتكررة للتسلل لداخل البلاد السعودية وإيجاد ملجأ لهم بعيد عن الأعين . ورغم إدراكنا التام ومتابعاتنا اليومية لمل يبذله جنودنا البواسل من تضحيات بأرواحهم لحماية الوطن والمواطن من هؤلاء اللذين يصرون على التسلل . وكون المواطنين هم الجبهة الداخلية للوطن وجميعناً جنود مجندة لحفظ الأمن والإبلاغ عن أي اشتباه نلحظه فمن مدة ليست بالقصيرة يوجد عشرات العمالة المجهولة الهوية تسرح وتمرح في موقع مرمى النفايات شمال مدينة أبها وكذلك في خميس مشيط . فلقد تم الدخول لمرمى النفايات لحظة شروق الشمس. ولقد كانت لحضات ذهول من المشاهدات حيث ينتشر عشرات المجهولين بشكل مخيف في أرجاء الموقع ويبادرون إلى السيارات القادمة وإجبارها بالقوة للتفريغ في أماكن يرغبونها للبدء بالنبش فيها ومن يرفض من السائقين التوقف يتعرض للضرب وهو ما حدث لسائق بنجلاديشي الجنسية تم ضربه بقطعة حديدية في رأسه ويده أدخل أثرها المستشفى ( كما أفاد مشرف شركة النظافة بأبها ) وبعد نبش النفايات يتم توزيعها حسب الصنف فهناك أماكن للخبز وأخرى للبلاستيك وثالثة للكراتين وغيرها للأخشاب والأجهزة الكهربائية والأثاث والسكراب والقماش وهكذا ... ومما يلفت الانتباه و يدل على أن هؤلاء يعيشون في مأمن هو وجود قرابة ثلاثة مواقع تؤمن الأكل والشرب عبارة عن مطاعم لخدمة المجهولين اللذين يرتدي الكثير منهم البدلات العسكرية . وتنتشر في سفوح الجبال المطلة على المرمي العديد من المساكن المبنية من الصفيح والأخشاب مفروشة ومؤثثة للسكن ومطلة على المرمى حيث يعملون على مدار الأربع وعشرين ساعة . ووفقاً لمدير إدارة النظافة بأمانة منطقة عسير صالح الوادعي فإن أسباب الحريق التي تنتشر من وقت لآخر هي نتيجة قيام الأمانة بمنع دخول سيارات أشخاص يقومون بالشراء من مجهولي الهوية اللذين يسعون لبيع ما تم جمعه . وعندما تحول الأمانة بينهم يلجأ أولئك إلى إحراق الإطارات مما سبب انتشار الحريق . وأضاف الوادعي بقوله : إن الأمانة ليس لديها القوة للتصدي لهم علماً أن هناك توجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير للجهات الأمنية للتعاون مع الأمانة في هذا الموقف وتم عقد اجتماع مع الجهات الأمنية ولكن للأسف لم يتم تطبيق ما تم الاتفاق عليه حيث نتعرض للتهديد من العمالة التي تحمل أسياخ حديدية وأسلحة بيضاء وأصبحنا في خطر كبير . من جانبه قال المهندس عبدالله المصلح وكيل أمانة منطقة عسير للخدمات : تعمل الأمانة على ردم النفايات بالأتربة والحرائق إذا حدثت كما تشاركنا فرق من الدفاع المدني عند الحاجة وعندما يطلب منهم ذلك . كما تمت مخاطبة الجهات الأمنية والجوازات لغرض حل مشكلة المجهولين التي تعاني منها الأمانة بشكل كبير جداً . إلى ذلك قال الرائد محمد العاصمي الناطق الإعلامي للدفاع المدني بأبها إن الدفاع المدني عندما يتلقى بلاغات الأمانة يتم الوقوف مباشرة لفرق الدفاع المدني وإخماد الحريق .ولكن مثل هذه الحرائق لا تطفأ بالماء . وبطرح موضوع العمالة المجهولة ومشاكلهم على مدير جوازات منطقة عسير العميد / سعد بن أحمد بن زياد أفاد أن الجوازات تعمل منفردة بدورياتها وجولاتها المستمرة في مرمى الأمانة وغيره وتعمل أيضاً ضمن منظومة تضم شرطة منطقة عسير والمجاهدين وفي كل مرة نداهم الموقع ونقبض على المتواجدين فيه ولكن لا يلبثوا أن يعودوا مرة أخرى وهكذا في قضية قد لا تكون منتهية بسبب سرعة عودة المجهولين . وطالب ابن زياد أمانة منطقة عسير بتهيئة طرق لدخول الدوريات والإبلاغ عن تواجد المجهولين والعمل على تسوير المرمى والتحكم في الدخول والخروج منه عبر بوابات منظمة وإزالة المواقع التي يأوون إليها