تتفحص "ص.م" شهادتها الجامعية، وهي تطلق ضحكة مكتومة، لا تخلو من السخرية، وتتساءل عبر صحيفة اليوم "هل يعقل أن أكون خريجة جامعية، أمضيت سنوات وسنوات في الدراسة والمذاكرة وسهر الليالي، ولا أجد من يسد احتياجاتي واحتياجات شقيقتي الكبرى؟"، مضيفة "لم أكن أعلم ان الموازين ستنقلب عليّ بهذه الصورة، بعد ان عبست في وجهي الدنيا منذ نعومة أظفاري". "ص.م" يتيمة الأب والأم هي وشقيقتها، التي تتقاسم معها شظف العيش، بلا مأوى ولا عائلة، ولا أي قريب يسأل عنهما، بعد أن توفي أبوهما وهما في سن صغيرة. وتقول: :"قامت شقيقتي الكبرى، بتربيتي، إلى أن استشرى بها المرض، وبات علي أن أقوم أنا برعايتها وعلاجها، وأحرص في الوقت نفسه على تكملة دراستي، من أجل الحصول على الشهادة الجامعية، وسهرت الليالي كي أنجح، وكان لي ما أردت، وحصلت على البكالوريوس في الدراسات الإسلامية منذ 12 سنة، ولم أتعين حتى الآن، على الرغم من تقديم ملفي للديوان في بداية كل عام". وعندما فشلت في إيجاد وظيفة رسمية، قررت "ص.م" الخروج الى العمل في القطاع الخاص، وتقول: "أتقاضى 1600 ريال في إحدى الشركات المتخصصة في الحراسات الأمنية، وأعول أختي الكبرى، التي في حاجة إلى علاج دائم، بسبب مرضها، وأسكن في شقة بالإيجار وليس لنا أحد"، مضيفة "أعود إلى شقتي وأنا أتجرع مرارة الحرمان من أجل توفير لقمة العيش لي ولأختي، بينما قطار العمر يمضي، دون أي نظرة مستقبلية". وأردفت "أتمنى من ذوي القلوب الرحيمة ملامسة واقعي، ومد يد العون، فإيجار الشقة يصل الى 18 ألف ريال، وراتبي لا يفي بمتطلبات الحياة الضرورية، وشهادتي لم استفد منها"، موضحة أنها "أرغب في وظيفة براتب معقول، يكفل لي العيش مع أختي"، متسائلة "هل هذا كثير على فتاتين، ليس لهما في الدنيا سوى الله".