- حسن الشهري - أعلن مجلس وزراء الداخلية العرب رفضه القاطع لأية محاولة خارجية للنيل من أمن أية دولة عربية، وإدانته للدعم اللوجستي الذي تقدمه إيران لعمليات إرهابية في البحرين واليمن، كما ثمن جهود أجهزة الأمن البحرينية واليمنية في مكافحة الإرهاب ودورها في كشف خلايا ومخططات إرهابية خطرة. وأصدر المجلس في ختام الدورة ال30 لوزراء الداخلية العرب في الرياض أمس، بياناً تضمن تجديد إدانته للإرهاب مهما كانت أشكاله أو مصادره، وعزمه على مواصلة مكافحته ومعالجة أسبابه وحشد كل الجهود والإمكانات لاستئصاله وتعزيز التعاون العربي في هذا المجال، معلناً تنديده بأشكال دعم الإرهاب كافة، وتمويله ورفضه القاطع لعمليات الابتزاز والتهديد وطلب الفدية التي تمارسها الجماعات الإرهابية لتمويل جرائمها، وداعياً جميع الدول إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن. ودان المجلس الوزاري العربي كل الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها الدول الأعضاء، مؤكداً إدانته الشديدة للعملية الإرهابية التي تعرض لها مجمع الغاز بمدينة عين أمناس في الجزائر من جماعة مرتزقة يوم 16 يناير 2013م، وإشادته بالرد السريع والحازم والمسؤول للسلطات الجزائرية على هذا العمل الإرهابي. كما دان أعمال الإرهاب والقرصنة البحرية في الصومال، داعياً إلى دعم الجهود التي تبذلها الحكومة الصومالية في معالجة هذه الأعمال، ومشيداً بجهود أجهزة الأمن العربية للقضاء على الإرهاب وتفكيك شبكاته بتطور قدرات هذه الأجهزة في مجال مكافحة الإرهاب وخصوصاً في مملكة البحرين والسعودية والعراق، والعمل على الاستفادة من التجارب التي اكتسبتها كل دولة في هذا المجال، خصوصاً جهود السعودية في مواجهة الفكر المتطرف خصوصاً مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية. ودعا البيان الختامي الجهات المعنية في الدول العربية إلى الاستفادة من مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب المنشأ بمقر الأممالمتحدة في نيويورك بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، كما رحّب بافتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمسوية (فيينا) كخطوة لإشاعة القيم الإنسانية، وتحقيق الأمن والسلام العالميين، ووضع آلية عالمية لنشر السلام الدائم والتماسك الاجتماعي، كما رحّب بدعوة العراق لعقد مؤتمر خاص بالإرهاب، وسبل مكافحته في الدول العربية، وحثّ الدول العربية والمراكز البحثية المتخصصة بقضايا العنف والإرهاب على المشاركة الفعالية في إنجاح هذا المؤتمر. وقرر وزراء الداخلية العرب بالإجماع إنشاء جائزة عربية باسم فقيد الأمن العربي الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، كما أجمعوا تقديراً منهم للدعم البناء الذي توليه السعودية للعمل الأمني العربي المشترك على تنصيب الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز رئيساً فخرياً للمجلس، لما يتمتع به من حسّ بالمسؤولية وكفاءة واقتدار على مواصلة مسيرة المجلس الموفقة التي قادها الأمير نايف. وجدد المجلس ثقته في الأمين العام الحالي الدكتور محمد بن علي كومان لولاية جديدة، كما أجرى تعيينات في بعض المناصب القيادية في الأمانة العامة ومكاتبها المتخصصة. واعتمد المجلس خطة مرحلية سابعة للاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، وخطة مرحلية سادسة للاستراتجية العربية لمكافحة الإرهاب، وخطة مرحلية ثالثة للاستراتيجية العربية للحماية المدنية «الدفاع المدني»، واعتماد مشاريع وتوصيات اجتماعات مجلس وزراء العدل العرب التي نظمتها الأمانة العامة للمجلس خلال عام 2012، منها مشروع آلية تنفيذية لاتفاق الرياض العربي للتعاون القضائي، ومشروع القانون العربي الاسترشادي لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر، ومشروع الاتفاق العربي لتنظيم زراعة الأعضاء البشرية، ومنع الاتجار فيها، ومشروع الاتفاق العربي لمنع الاستنساخ البشري. كما اعتمد التقرير الخاص بأعمال جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لعام 2012، واعتمد التقرير المتعلق بأعمال الأمانة العامة، وناقش المجلس سبل دعم وزارة الداخلية في دولة فلسطين، وأكد على قراراته السابقة في شأن دعم الشرطة الفلسطينية، داعياً الدول الأعضاء إلى دعم مساعي دولة فلسطين للانضمام إلى المنظمات والهيئات الدولية المعنية بمكافحة الجريمة، ومساعدتها على الانضواء بالمنظمات الدولية المتاحة، وإلى دعم مشروع خطة وزارة الداخلية الفلسطينية، لتجسيد الدولة الفلسطينية وتدعيم بنيتها الداخلية، كما دعا جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية إلى توفير التدريب والتأهيل الأمني اللازمين لرجال الشرطة الفلسطينية. ووجّه وزراء الداخلية العرب في ختام الدورة برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأخرى إلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، تضمنتا رفع أصدق عبارات الشكر والتقدير على ما قوبلوا به من حفاوة وكرم ضيافة، والتعبير عن شعورهم بالفخر والاعتزاز بالنهضة الشاملة التي تشهدها المملكة، معربين عن تقديرهم للدور الريادي الذي تقوم به لدعم كل القضايا العربية والإسلامية العادلة، وتدعيم التضامن العربي، وتعزيز الأمن والسلم الدوليين