أوقفت وزارة التعليم العالي في السعودية، ابتعاث 1073 طالبا يدرسون على حساب الحكومة، لأسباب تتعلق بسلوكياتهم، وإخلالهم بالأمور الدينية والوطنية. وحددت وزارة التعليم العالي، 4 أسباب رئيسية، لاتخاذ هذه الخطوة بحق هؤلاء الطلاب، الذين قالت إن نسبتهم لا تتجاوز 3 في المائة فقط من مجموع المبتعثين الذين يدرسون على نفقة برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي، والبالغ عددهم 75 ألف طالب وطالبة. ولم توضح الوثائق الحكومية التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» نسبة ما يمثله الذكور والإناث من الطلاب الذين تم إيقاف ابتعاثهم. لكنها ذكرت أن «عدد من أوقف ابتعاثهم بلغ 1073 مبتعثا، وذلك ناتج إما لخلل في السلوك أو الدين أو الوطن أو المتابعة الأكاديمية»، طبقا لتفصيل وزارة التعليم العالي حول مبررات إيقاف البعثة عما يزيد عن ألف طالب سعودي. وكشف ل«الشرق الأوسط» مصدر في وزارة التعليم العالي أن هناك توجها لدى الوزارة يقضي ب«وضع ضوابط للتقليل من خريجي الثانوية، بحيث تكون نسبة المبتعثين من خريجي الثانوية العامة 10 في المائة فقط، مع التركيز على التخصصات الطبية ليكون الطب في السعودية تخصصا عالميا». وأشار المصدر إلى أن وزارة التعليم العالي أوقفت ابتعاث طلاب الثانوية العامة منذ عامين. وقال: «لا يوجد ابتعاث لطلاب الثانوية إلا في التخصصات الطبية»، لافتا إلى أنه «تم التركيز على درجتي الماجستير والدكتوراه، نظرا لاحتياج الجامعات السعودية إلى ما يقارب 40 في المائة من المبتعثين لسد النقص في الجامعات». وكان مجلس الشورى السعودي قد استعرض مقترحا تقدم به أحد أعضائه، يدعو إلى تشكيل لجنة مستقلة لدراسة سلوكيات المبتعثين، حيث طالب الدكتور حاتم الشريف، عضو مجلس الشورى ب«إيجاد لجنة مستقلة ومحايدة لدراسة أوضاع الطلاب المبتعثين في الخارج ودراسة مسارهم التعليمي ومعرفة حقيقة أوضاعهم الأخلاقية والسلوكية». وفي شأن ذي صلة، اتخذت وزارة التعليم العالي قرارا بإيقاف ما كان يسمى «برامج إلحاق بعثة» التي تمنح للذين يدرسون على حسابهم الخاص ويرغبون في أن تتحمل الدولة عنهم مصاريف الدراسة. وكشفت المعلومات عن أن وزارة التعليم العالي رفعت مشروعا حول هذا الأمر للمقام السامي، لإيقاف مثل هذا النوع من البعثات، وإلحاق المندرجين تحتها واستيعابهم من خلال الجامعات الأهلية. وطبقا للوثائق الحكومية، فإن وزارة التعليم العالي أرسلت لجانا لزيارة الملحقيات في الخارج والمبتعثين، حيث تمخض عن تلك الزيارات إيقاف الابتعاث في بعض الدول. وأكد مصدر في وزارة التعليم العالي أن الوزارة وقعت محضرا ينص على عدم الابتعاث إلا للجامعات التي لديها اتفاقيات معها، مثل جامعة الخليج، وخاصة في التخصصات الطبية. وطبقا لوثائق حكومية، تمتلك «الشرق الأوسط» نسخة منها، فإن لدى وزارة التعليم العالي خطة لافتتاح 4 ملحقيات في كل من روسيا وعدد من الدول من أجل التواصل مع ثقافات الدول المزمع أن تفتتح الملحقيات فيها. وذكر في الوثائق أن وزارة التعليم العالي تملكت عددا من مباني الملحقيات في كل من: ألمانيا، وبريطانيا، وأستراليا، وفرنسا. المصدر: الشرق الأوسط