ركضت أرملة في العقد السادس من عمرها نحو موقع المحافظة في المدينة التي تقيم فيها وهي تحمل بين يديها مسوغات تؤكد وفاة زوجها، ولدهشتها وجدت مئات النسوة في نفس الموقع، هذا السيناريو تكرر في عدة مناطق وكان يحمل نفس الملامح، وذلك عقب شائعة تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية يزعم مضمونها أنه سيتم توزيع مساعدات مقطوعة للأرامل والمطلقات، فيما ذكرت بعض المصادر أنه تم صرف مساعدات الأسبوع الماضي في بعض المحافظات، إذ تم صرف مساعدات مالية للمستفيدين في جمعية البر الخيرية في القريات وشملت الإعانات 800 أسرة وتراوح المبلغ ما بين 5000 ريال إلى 20000 ريال، إذ يبدو أن الشائعة انطلقت من عملية الصرف هذه واستنسخت نفسها وتضخمت ما أدى إلى تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال وقت قياسي. وكانت الشائعة الإلكترونية عن المساعدات المقطوعة سرت مثل النار في الهشيم واستنسخت نفسها ما أدى إلى تقاطر المئات إلى مواقع توزيع المساعدات المزعومة لدرجة أنها أربكت السير في الشوارع المؤدية لمحافظة الطائف بعد تجمع عدد كبير من الأرامل يحملن ملفاتهن للتقديم على تلك المساعدات. وشهدت إمارة منطقة منطقة المدينةالمنورة منذ ساعات الصباح الأولى يوم أمس السبت وحتى قرب انتهاء موعد الدوام الرسمي عند نحو الساعة الثانية والنصف ظهرا توافد مئات الأرامل والمطلقات مصطحبين معهم عددا من الأوراق الثبوتية، وذلك بعد انتشار شائعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبرنامج الواتس اب، أفادت عن استقبال الإمارة لملفات الأرامل والمطلقات في منطقة المدينةالمنورة، وذلك لصرف مبلغ 20 ألف ريال لكل أرملة ومطلقة، وبالرغم من المحاولات التي بذلها المسئولون في إمارة منطقة المدينةالمنورة لإقناع النساء المتواجدات أمام البوابة الغربية لإمارة منطقة المدينةالمنورة بعدم صحة الأنباء التي أشارت إلى صرف 20 ألف ريال لكل طلب تنطبق عليه الشروط، إلا أن جميع تلك المحاولات لم تنجح في ظل الإصرار الكبير من النساء على صحة المعلومات المنشورة، وسجلت البوابة الغربية عددا من المواقف من قبل الأرامل والمطلقات، أولا رفض الكثير منهم المغادرة من الموقع حتى قبول ملفاتهم، بالإضافة إلى إصرار عدد آخر من النساء على البقاء لساعات طويلة أمام البوابة، في انتظار خروج أحد المسئولين يؤكد لهم الأنباء التي انتشرت عبر برنامج الواتس اب، وعند نحو الساعة الثانية والنصف غادر الكثير من الأرامل والمطلقات موقع الإمارة منوهين بعودتهم غدا. الناطق الإعلامي في إمارة منطقة المدينةالمنورة محمد بن مصطفى سيف أكد ل «عكاظ» أن أبواب الإمارة سوف تظل مفتوحة أمام الجميع بشكل عام وأمام ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، وأن ما حدث من توافد الأرامل والمطلقات أمر متوقع بعد انتشار الإشاعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبرنامج الواتس اب، مؤكدا أن إمارة منطقة المدينةالمنورة نفت ما تردد خلال الأيام الماضية عن عزم إمارة المنطقة استقبال طلبات الأرامل والمطلقات لتقديم مساعدات مقطوعة. وأوضحت أنه لم يردها أي شيء بهذا الخصوص، وأن ما تردد عبارة عن شائعة، لا أساس لها من الصحة، مهيبة بالجميع عدم الالتفات لمثل هذه الشائعات، والاعتماد على ما يصدر من الجهات الرسمية ووسائل الإعلام المعروفة. وكانت الشائعة قد جرى تداولها خلال الساعات الماضية عبر رسائل الواتس آب ومواقع التواصل الاجتماعي، وتضمنت مطالبات بإبلاغ المطلقات والأرامل بمراجعة أقسام النساء في الإمارات؛ للتقدم على مبالغ مقطوعة لمرة واحدة، مشيرة إلى أن المتقدمة يلزمها إحضار معروض وصورة الهوية أو بطاقة العائلة مع الأصل وإثبات الطلاق أو وفاة الزوج، مبينة أن الإعانة تقدر ب 20000 ريال للأرملة والمطلقة، وأن التقديم حدد اليوم الأحد، وهي الشائعة التي نفتها إمارة المدينة، وأكدت أنه لا أساس لها من الصحة. ورصدت «عكاظ» توافد عدد كبير من المواطنين خاصة النساء لمقر محافظة الطائف والتي أربكت الطريق المؤدي للمحافظة حيث قدم عدد كبير من المراكز خارج المحافظة. وقالت أم محمد: استبشرت خيرا عندما تبلغت من قبل قريبتي بتوزيع مبالغ مالية تتراوح من 10 إلى 20 ألف ريال وتوجهت بسيارة بالإيجار بمبلغ 100ريال وعند الوصول للمحافظة أبلغني بعض المتواجدات بأنه لايوجد لديهم تعليمات باستقبال أي ملفات. وكانت إمارة منطقة مكةالمكرمة شهدت أمس توافد عشرات من النساء للاستفسار عن المساعدات المقطوعة للنساء الأرامل والمطلقات بمبلغ وقدره 20 ألف ريال. وقال الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان «توافدت مجموعة من النساء لإمارة المنطقة أمس، حيث تواجد رجال المرور لفك الاختناقات المرورية أمام الإمارة بسبب هذه الشائعة وتم إبلاغهن أنها مجرد شائعة». وقالت أم فيصل إنها تلقت رسالة عبر جوالها تفيد بمساعدات بمبلغ 20 ألف ريال لكل أرملة ومطلقة من قبل الإمارة وعليهن التوجه للإمارة واكتشفت أنها مجرد شائعة. وفي موازاة ذلك نفى المتحدث الإعلامي بإمارة عسير عوض محمد ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي، عن بدء توزيع مساعدات للأرامل والمطلقات وغيرهم من النساء المحتاجات للإعانة، واعتبرها إشاعة ولا أساس لها من الصحة. وطالب عوض بتوخي الحذر في نشر بعض المعلومات غير الدقيقة. من جهة أخرى، كانت الرسالة الإلكترونية مجهولة المصدر تسببت في تواجد عدد من النساء الأرامل والمطلقات أمام إمارة منطقة الحدود الشمالية في عرعر، ومكتب الضمان في عرعر ورفحاء أمس وهي الرسالة التي نشرت في برنامج الواتس آب والتي تفيد عن عزم إمارات المناطق استقبال طلبات الأرامل والمطلقات للعمل على صرف مساعدات مقطوعة لهن. كما شهد مبنى محافظة رفحاء تجمع العديد من المواطنين، وذلك بعدما نشرت شاعة عبر الشبكة العنكبوتية ورسائل الواتس آب وتويتر والفيس بوك. من جانبه دعا وكيل محافظة رفحاء بدر إبراهيم الهزاع عدم الانسياق وراء الشائعات، مناشدا الجميع عدم أخذ أي معلومة إلا من مصادر رسمية، مؤكدا أنه تم نفي الخبر في عدة مواقع إلكترونية بالمحافظة. وفي نفس السياق نفى الناطق الإعلامي لإمارة منطقة الجوف عبدالعزيز الحموان عن عزم إمارة منطقة الجوف صرف مساعدات مالية للأرامل والمطلقات، وأضاف أنه لم يردنا أي شيء بهذا الخصوص حتى الآن، وطالب الحموان بعدم الالتفات لمثل هذه الشائعات واستقاء المعلومات من مصدرها الرئيسي. من جهتها تؤكد مصادر «عكاظ» أنه تم صرف مساعدات الأسبوع الماضي في بعض المحافظات منها محافظة القريات، حيث تم صرف مساعدات مالية للمستفيدين في جمعية البر الخيرية تجاوز عددهم 800 أسرة بالقريات وتراوح المبلغ ما بين 5000 ريال إلى 20000 ريال.