- القاهرة - إبراهيم بسيوني - أصدرت مجلة "تايم" الأمريكية قائمتها لأهم الشخصيات المؤثرة في العالم حيث برز الرئيس المصري محمد مرسي في المرتبة الرابعة. وأشارت المجلة إلى احتوائه للمعارضة ودوره في التهدئة بغزة وكذلك دوره المأمول في سوريا ما بعد بشار الأسد، وجعله من مصر قوة توازن ضد الطموح الإيراني في المنطقة. وفي شرح سبب اختياره، قالت "تايم" إن الرئيس مرسي أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا في الثلاثين من شهر يونيو الماضي، وفاجئ البعض باختياره شخصيات غير إسلامية في الحكومة التي أمر بتشكيلها متجاهلاً من أسمتهم المجلة "المتطرفين الإسلاميين" الذين طالبوا بوضع قيود على حريات الليبراليين، على حد قولها. وتابعت: كما قلص من سلطات القوات المسلحة وامتنع عن تطبيق السياسات الاقتصادية الشيوعية واستقال من رئاسته لحزب الحرية والعدالة ليزيد من ثقة المصريين في أنه رئيس للجميع. كذلك أبرزت المجلة دوره الخارجي وقالت إن مرسي حافظ على اتفاقية السلام بين مصر و"إسرائيل" المستمرة منذ 33 عاما وحاول إقناع "الطاغية السوري" بالتنحي عن منصبه. وفي نوفمبر الماضي استغل العلاقات الوثيقة بين جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس في إقناع الأخيرة بعقد اتفاقية هدنة ووقف إطلاق النار محرزا بذلك مجدًا دوليًا واسعًا. وتابعت الصحيفة أنه عقب أيام من اتفاقية التهدئة التي تمت بوساطة مصرية تسبب الرئيس في إثارة موجة تظاهرات عارمة بسبب إصداره إعلان دستوري منح لنفسه فيه مزيدًا من السلطات وهو ما اعبتره الثوار "سلطات ديكتاتورية". وترى المجلة أنه على الرغم من تراجع الرئيس مرسي عن الإعلان الدستوري، إلا أنه أصر على عرض مشروع الدستور في الاستفتاء العام. وتتابع المجلة أنه على الرغم من كل المشاكل التي تواجه مرسي داخليًا، إلا أنه مازال أكثر شخصيات الشرق الأوسط تأثيرًا، فهو وحده من يمكنه ضمان التزام حماس باتفاقية التهدئة مع "الإسرائيليين" ومنع الحركات الفلسطيينة المسلحة عن إطلاق النيران عليهم، فضلا عن أن مصر وتركيا تلعبان دورًا مهما في الضغط لوقف المذبحة السورية، وسيشتركان في وضع ملاح المرحلة الانتقالية في سوريا في حال تنحي الأسد، فضلا عن أن مصر من شأنها أن تكون قوة توازن مضادة ضد قوة وطموح الإيرانيين. وواصلت المجلة أنه بعد مرور عامين على انطلاق موجة ثورات الربيع العربي التي أطلقها البوعزيزي بائع الفاكهة التونسي، بدا من الواضح أن هذه الدول تكافح من أجل استعادة النظام بعد إطاحة الأنظمة القديمة، وبدا واضحًا أيضًا أن الأحزاب الإسلامية كانت أكثر استعدادًا من نظيرتها الليبرالية والإسلامية، لذلك فازت في الانتخابات بسهولة، لكنها تجد صعوبة في إثبات جدارتها في شئون الحكم والاقتصاد ومكافحة الفساد وإيجاد فرص عمل. وتشير المجلة إلى أن أداء الرئيس مرسي تجاه التيارين الإسلامي والليبرالي، كان أكثر براعة، فهو من ناحية نجح في تهدئة واستيعاب ظنون المعارضة، وحافظ في الوقت نفسه على تحالفاته مع التيارات الإسلامية، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات عدة ما إذا كان هذا الحاكم الإسلامي حاكم ديمقراطي مبتدئ أم أنه مشروع ديكتاتور جديد، حسبما قالت المجلة. وفي الختام تؤكد الصحيفة أن نتيجة الاستفتاء ستمثل التحدي الجديد بالنسبة للرئيس مرسي فإذا نجح بأغلبية بسيطة سوف يكون عليه أن يقنع المعتصمين بالتحرير فض اعتصامهم وإن لم يستجيبوا سيكون عليه التودد إليهم، ويطالبهم برحابة الصدر لتقبل الانتصار، وإذا لم يحصل على الأغلبية التي يحتاجها سيكون مضطرًا لتشكيل جمعية تأسيسية جديدة يعمل فيها الليبراليون والإسلامين على السواء للمرة الثالثة. وليس للرئيس أن يتدخل في أعمال الجمعية ولكن بإمكانه أن "يصلي من أجلها" حسبما قال ذات مرة. وتصدر قائمة مجلة التايم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتلته "مالالا يوسف زاي" التلميذة الباكستانية "15 عاما" التي أصيبت بعيار ناري في الرأس، وبعد كتابات على مواقع التواصل الاجتماعي وصفها الغرب بأنها "نضال من أجل تعليم الفتيات في وادي سوات"، ليأتي في المرتبة الثالثة "تيم كوك" المدير التنفيذي لشركة آبل.