أزد - عبد العزيز المنيع - بدأ حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس هذا اليوم التاسع من شهر ذي الحجة الجاري بالتوجه إلى مشعر الله الحرام مزدلفة ، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات ، وقضاء ركن الحج الأعظم ، في يوم تعددت فيه ألوان الحجيج ، وتنوعت جنسياتهم ، واختلفت لغاتهم وألسنتهم ؛ غير أن قلوبهم توحدت مجتمعة على هدف واحد هو توحيد الله وابتغاء مرضاته وعفوه ومغفرته . يستمر الحجاج في رمي الجمار خلال الأيام الثلاثة التالية التي تسمى ب"أيام التشريق"، وفي ختام مناسك الحج، يعود الحجاج مرة أخرى إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الإفاضة، والتحلل نهائياً من إحرامهم وأداء طواف الوداع استعداداً لمغادرة المشاعر. وكان حجاج بيت الله الحرام وقفوا اليوم على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، وقد صلوا الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم واستمعوا إلى خطبة يوم عرفة. وقد تجمع نحو أربعة ملايين حاج على صعيد عرفات في يوم التاسع من ذي الحجة في مشهد إيماني مهيب ليشهدوا الوقفة الكبرى عند جبل الرحمة ولأداء الركن الأعظم من الحج، اقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال "الحج عرفة". وارتفعت أصوات الحشود التي غطى لون ملابس إحرامها الأبيض للرجال الشعاب والساحات في عرفات مرددة نداء التلبية، ووسط ازدحام غير عادي طوال ساعات مساء أمس وصباح اليوم لم تتوقف آلاف الحافلات والقطارات التي تنقل الحجاج إلى عرفات مباشرة. وينتقل الحجاج فور وصولهم إلى مشعر عرفات إلى خيامهم التي أعطيت أرقاماً وعلامات مميزة لبعثة كل دولة. ويؤدي ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداء بسنة المصطفى صلى الله علية وسلم ، ويلتقطوا بعدها الجمار ، ويبيتون هذه الليلة في مزدلفة ، ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر يوم غد عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي .