أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان؛ المصلين، بتقوى الله، والقول السديد، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً، إن كتاب الله أقوم قيل وأرشد دليل وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- خير منهج وأعدل سبيل، والأسوة الحسنة في الاتباع، والضلالة والغَوَاية في الابتداع . وقال "البعيجان": معاشر المسلمين، المساجد بيوت الله وأحب البقاع إليه أُعدت للعبادة والصلاة وذكر الله وإليها يأوي مَن آمن به وتولاه ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) لا يعمرها إلا المؤمنون حقاً، إذ قال الله تعالى (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ). عباد الله، المساجد بيوت الله، وهي أفضل الأماكن والبقاع ومثوى مَن تعبّد ربه وأطاع، من مآذنها يتردّد النداء إلى الصلاة عمود الإسلام وثاني أركانه العظام، ومن محاربها ومنابرها انطلقت رسالة الإيمان ففتحت القلوب والآذان، ومحت ظلام الشرك والأوثان، وهي أول صرح أُسست فيه المنابر الدعوية فنشرت الإسلام في جميع الآفاق بالدعوة والجهاد والأخلاق. وأضاف: من أفضل وأجلّ الأعمال وأعظمها منزلة عند الله عمارة المساجد بيوت الله (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ) وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من غدا إلى المسجد أو راح أعدَّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح) متفق عليه. عباد الله، رواد بيوت الله، عمار المساجد، هنيئاً لكم أوفر الظلال وبشرى لكم أحسن وأتم الأنوار، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم (ورجل قلبه معلق بالمساجد) متفق عليه، فاجعلوا لبيوت الله من وقتكم جزءاً مقسوماً ومن عبادتكم نصيباً مفروضاً وقدّموا لأنفسكم ما ينفعكم ويرفعكم الله به يوم القيامة، أداء الفرائض في الجماعة من شعائر الإسلام وعلامات الإيمان (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الرجل في الجماعة تضعَف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلَاه: اللهم صلِ عليه اللهم ارحمه ولايزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة) رواه البخاري. واختتم إمام وخطيب المسجد النبوي، الخطبة، بالإشارة إلى عظم خطب جائحة كورونا على المسلمين فتعطَلت صلاة الجماعة، وعظمت لوعة مَن تعلّق قلبه بالمساجد فاشتد وجده وشوقه وحنينه، وقد جاء الفرج فجعل من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً.. فها هي المساجد قد فتحت أبوابها وهُيئت أرجاؤها، ها هي بيوت الله تنتظر عمارها وزوارها قد ارتفعت أصوات مآذنها تنادي: حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، فاحمدوا الله، واشكروه، واسألوه أن يرفع ما بقي من الوباء، وأن يصرف عنا جهد البلاء، وأن يتم العافية والشفاء، وهلموا عباد الله إلى بيوت الله، وأجيبوا داعي الله، استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ويصلحكم ويسعدكم ويهديكم، وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد، وحافظوا على الفرائض حيث ينادى بهن.