أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالله البعيجان، المسلمين بتقوى الله؛ فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال جل من قائل: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله}. وقال في خطبة الجمعة اليوم: نعيم الدنيا زائل، وظل راحل، قال جل في علاه: {إنما مثَل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذٰلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}. وأضاف: الكون كتاب مفتوح، دعا الله تعالى العباد إلى تدبره وتأمله والتفكر فيه.. واستشهد فضيلته بقول الله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون}. وأردف: كم من ضيق مر بالناس ولم يكشفه إلا الله، وكم من بأس نزل ولم يرفعه إلا الله، وكم من بلاء ألمّ لم يفرّجه إلا الله، قال عز من قائل: {أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون}. وتابع: الله تعالى يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته، فتحيا الأرض بعد موتها، وتأخذ الأرض زخرفها وتتزين، قال تعالى: {أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون}. وقال "البعيجان": الحياة تتغير بعد بعد نزول الرحمات، قال الله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}. وأضاف: الله تعالى حذّر من أسباب نزول البلاء، ومنها كفر النعم، قال تعالى: {وضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنةً مطمئنةً يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}. واستدلّ بقصة سبأ التي فيها من العبر الشيء الكثير، قال عز من قائل: {لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتيْ أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ذٰلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور، وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرًى ظاهرةً وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين، فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذٰلك لآيات لكل صبار شكور}. وحث إمام وخطيب المسجد النبوي، المسلمين على شكر النعم؛ فبالشكر تزيد النعم وتنزل رحمات الله على العباد، قال تعالى: {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوةً إلى قوتكم}. وتَطَرّق في ختام خطبته إلى أحكام وآداب السفر.