شهدت المالية العامة للملكة العربية السعودية، خلال فترة 88 عاماً، تطوراً كبيراً نظراً لتزايد عائدات النفط، وتطور المشاريع الاقتصادية، وتزايد أرقام الميزانية العامة عاما بعد عام، لتسهم الميزانيات الضخمة في جعل الاقتصاد السعودي أكبر اقتصاد عربي وواحدا من الاقتصادات ال 20 الأهم على مستوى العالم. ووفقا لتقرير نشرته "الاقتصادية" فإن ميزانية المملكة تضاعفت نحو 69.9 ألف مرة، "6985614 في المائة" أي 6.99 مليون في المائة، حيث بلغت آخر ميزانية "عام 2018" بحسب التقديرات الأولية 978 مليار ريال، مقارنة بأول ميزانية 14 مليون ريال. وكانت قيمة أول ميزانية سعودية رسمية قد بلغت نحو 14 مليون ريال، وذلك في عام 1934 م الموافق عام 1352 ه، حيث جاءت أول ميزانية بعدما أصدر المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، قراره الخاص بإنشاء أول وزارات الدولة وهي وزارة المالية، وكان عبدالله بن سليمان الحمدان "1932 – 1953" أول وزير سعودي، وأول وزير للمالية. وخلال تلك الفترة، ربط بهذه الوزارة عديد من الإدارات منها إدارة التموين والحج والزراعة والأشغال العامة والسيارات. في التقرير التالي نستعرض قائمة وزراء المالية في السعودية على مدى 88 عاما، والتطوير الاقتصادي الذي حدث في عدهم: عبدالله بن سليمان الحمدان "1932 – 1953" أول وزير سعودي، وأول وزير للمالية. ولد في عنيزة في منطقة القصيم، ودرس مبادئ العلوم الضرورية في كتاتيبها. كان أول من عمل على أوامر الملك المؤسس عبدالعزيز بفكرة استخراج النفط في المملكة العربية السعودية. محمد بن سرور الصبان "1954 – 1958" عينه الملك عبدالعزيز آل سعود رئيس كتاب بلدية مكةالمكرمة في عام 1925، ثم سكرتيراً للمجلس الأهلي، وترقى في الوظائف الحكومية حتى عين وزيراً للمالية بعد وفاة الملك عبدالعزيز، وهي الوزارة التي أقام فيها مبادئ الاقتصاد الحديث في تلك الفترة. عبدالله بن عبدالرحمن بن عدوان "6 أشهر من عام 1958" أوجد في وزارة المالية أول معهد للإدارة لتحسين شؤون الموظفين وتدريبهم يطلق عليه الآن معهد الإدارة في الرياض، وأسهم في إنشاء مطابع الرياض التي كان لها تأثير كبير في حركة الطباعة والصحافة في المنطقة الوسطى، فكانت جميع الجرائد والمطبوعات تطبع فيها. الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود "1958 – 1960" ملك السعودية الثالث، تولى الحكم في عام 1964، وقبلها عينه الملك سعود إضافة إلى كونه رئيساً لمجلس الوزراء وزيراً للمالية ووزيراً للداخلية، إلى أن تم في عام 1960 سحب الوزارات التي يتولى مسؤوليتها مع بقائه نائباً لرئيس مجلس الوزراء. الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود "1960 – 1961" شغل عديدا من المناصب الحكومية في السعودية، حيث عين بداية كأول وزير للمواصلات، ومن ثم نائباً لوزير المالية، قبل أن يشغل منصب الوزير. ثم ترك منصبه وعين سفيراً للمملكة لدى فرنسا. قام بتأسيس "برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية"، بغرض دعم جهود التنمية البشرية المستدامة في الدول النامية. الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز "وزير المالية بالوكالة" شغل المنصب ستة أيام عام 1961 الابن الثالث للملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود "1934 – 2012″، درس في المراحل الأولى في السعودية، ثم ذهب إلى أوروبا ليدرس اللغات، وتقلد عدة مناصب وزارية. الأمير نواف بن عبدالعزيز آل سعود "6 أشهر من عام 1961" الابن الثاني والعشرون من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور، وكان المستشار الخاص للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. وفي أغسطس من عام 2001 عين رئيسًا للاستخبارات العامة، وظل في المنصب حتى 26 يناير 2005 حيث استقال لظروفه الصحية. الأمير مساعد بن عبدالرحمن آل سعود "1961 – 1975" الابن الثاني والعشرون من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور، وكان المستشار الخاص للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. وفي أغسطس من عام 2001 عين رئيسًا للاستخبارات العامة، وظل في المنصب حتى 26 يناير 2005 حيث استقال لظروفه الصحية. الأمير مساعد بن عبدالرحمن آل سعود "1961 – 1975" وزير الداخلية، ووزير المالية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود. أول رئيس لديوان المظالم، وأول رئيس لديوان المراقبة العامة. عينه الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود رئيساً لديوان المراقبة العامة، وترأس الديوان لمدة أربع سنوات، وكان يحضر اجتماعات مجلس الوزراء. محمد بن علي أبا الخيل "1975- 1995" ولد في مدينة بريدة في منطقة القصيم 1351ه الموافق 1932، وزير المالية السعودي السابق، أمضى في الوزارة 20 عاماً، وهو شخصية اقتصادية مخضرمة. حصل على درجة البكالوريوس في إدارة أعمال من كلية التجارة في جامعة القاهرة، وعمل في عضوية عدد من مجالس إدارة مؤسسات حكومية ومالية إقليمية ودولية. سليمان بن عبدالعزيز السليم "شهران خلال عام 1995" ولد في محافظة عنيزة في منطقة القصيم، كان وزيراً للتجارة ثم وزيراً للمالية، حاصل على بكالوريوس تجارة وعلوم سياسية من جامعة القاهرة في مصر، وماجستير علاقات دولية من جامعة جنوب كاليفورنيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ودكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة جونز هوبكينز في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند بالولاياتالمتحدةالأمريكية. عبد العزيز بن عبدالله الخويطر وزير مالية بالوكالة لأربعة أشهر خلال 1995 وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء السعودي سابقا، ولد في عنيزة، ودرس فيها مرحلتي الابتدائية والمتوسطة، ثم انتقل إلى المعهد العلمي السعودي في مكةالمكرمة لإكمال دراسته الثانوية، ثم ذهب إلى القاهرة ولندن لمواصلة شهادته العليا في التاريخ والفلسفة. يعد الخويطر أول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراه من بريطانيا، وكان ذلك عام 1938، وعاصر خمسة من ملوك السعودية، بدءا بالملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد والملك فهد وأخيرا الملك عبدالله. إبراهيم بن عبدالعزيز العساف "1995 – 2016" صدر أمر ملكي بتعيينه وزير دولة وعضوا في مجلس الوزراء السعودي بتاريخ 31 أكتوبر 2016، وهو من مواليد القصيم عام 1949 ويعد شخصية مالية واقتصادية مخضرمة، وحاصل على درجة دكتوراه في الاقتصاد من جامعة ولاية كولورادو في الولاياتالمتحدة عام 1981، وماجستير في الاقتصاد من جامعة دنفر الأمريكية عام 1971، وبكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة الملك سعود عام 1968. محمد بن عبدالله الجدعان "وزير المالية الحالي" صدر قرار ملكي بتاريخ 31 أكتوبر 2016 بتعيين محمد الجدعان، وزيرا للمالية في السعودية، وذلك بعد أقل من عامين على عمله كرئيس لهيئة السوق المالية السعودية. وحصل رئيس هيئة السوق المالية السابق، محمد الجدعان، على درجة البكالوريوس في تخصص الشريعة الإسلامية – الاقتصاد الإسلامي – من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1986، ودبلوم دراسات الأنظمة من معهد الإدارة العامة في الرياض عام 1998. وشهدت هيئة السوق المالية السعودية تطويرا كبيرا خلال فترة رئاسة الجدعان، واتخذت قرارات مهمة، من أبرزها السماح للمؤسسات الأجنبية بدخول سوق الأسهم السعودية وفقا لتواصل.