ألقت صحيفة الشرق الأوسط ووكالة الأنباء الإماراتية الضوء على زيارة حاكم الشارقة، الشيخ سلطان القاسمى، الأخيرة لمصر، والتى حملت عدة جوانب أهمها الجانب الإنسانى، إذ أشارت الصحيفة إلى أن حاكم الشارقة لم ينس جميلا قدمه له حارس عقار مصرى فى ستينيات القرن الماضى، وصمم على رده بتكريم الحارس ومساعدته بتدشين جمعية خيرية لأهالى "البصيلية قبلى" بمحافظة القاهرة. وأوضحت الصحيفة، فى تقرير نشرته اليوم الأحد، أن حارس العقار إبراهيم على حسن (73 عاما) كان قد أعطى "القاسمى" وقتما أن كان طالبا بكلية الزراعة بجامعة القاهرة 300 جنيه، رغم ظروف الحارس القاسية، نظرا لحاجة الطالب القادم من الإمارات بعد تأخر أسرته فى إرسال المصروف ووجوب دفع إيجار سكنه، وهو جميل لم ينسَه القاسمى حتى الآن. وقال حاكم الشارقة فى أثناء زيارته للقاهرة وافتتاح جمعية خيرية فى قرية البصيلية: "هذه الحادثة سأورثها لأولادى وبناتى وأحفادى، ولن أمسحها من ذاكرتى ولا من قلبى، هذا الحارس ساعدنى خلال سنوات دراستى الجامعية فى مصر، فى منطقة الدقى بمحافظة الجيزة"، معترفا برد الجميل والوفاء لما قام به الحاج إبراهيم "الذى زرع مصر وحب مصر فى قلبى، ووجدت فيه وفيمن حوله ممن التقيتهم الخير، وحملت معى عنهم الذكريات الطيبة والسيرة الحسنة التى لن أنساها ولن يعوضنى مقابلها أى شىء، ولكل من لا يعرف مصر عليه أن يعرف أناسها حتى يعرفها جيدا". وأكد الشيخ سلطان القاسمى، أن "الذكرى الطيبة التى تستقر فى النفوس هى الخيط الذى يربط بين المتحابين، والذكرى الطيبة التى بقيت فى نفسى لمصر وأهلها هى سبب الحب المتبادل بينى وبينهم". كان الشيخ سلطان القاسمى، حاكم إمارة الشارقة، قد افتتح مقر الجمعية الخيرية لأبناء منطقة البصيلية قبلى، خلال زيارته الأخيرة لمصر، وتسلم درعا تذكارية من أعضاء الجمعية وأبناء المنطقة عرفانا منهم بما قدمه لهم من خدمة جليلة بإنشاء وإقامة مبنى الجمعية المكون من 5 طوابق، الذى يضم قاعة للاحتفالات والمناسبات، وعيادات طبية وصحية تخصصية، وذلك بحضور لفيف من الشخصيات الإماراتية، منهم سفير الإماراتبالقاهرة جمعة مبارك الجنيبى. وشملت زيارة حاكم الشارقة أيضا، مقر كلية الزراعة جامعة القاهرة التى تخرج فيها فى ستينيات القرن الماضى، وأهدى ثلاث حافلات للكلية، إضافة إلى تبرع بقيمة 160 مليون جنيه لصالح معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة. وكان معرض الشارقة الدولى للكتاب، الذى افتُتح مطلع الشهر الجارى، قد شهد كلمة قوية للشيخ سلطان القاسمى، عبر فيها عن حبه وتقديره لمصر وشعبها، قائلا: "مصر هى الحصن الحصين، عندما اندفع البارود من المشرق للمغرب، لم تستطع كل البلدان إيقاف هذا إلا الصخرة القوية مصر، ومن ذلك الوقت أصبحت مصر صمام الأمان الذى ننشده".