في ظل الانتشار الواسع للقنوات الفضائية والتي تزايد عددها في هذه الاونة اصبحت بعض هذه القنوات قنابل موقوته بما تبثه من برامج مختلفة على كافة المستويات خاصة اذا ما غاب دور الرقيب الذاتي ورقابة الأسرة المتمثلة بالأب والأم . . اذ ان ترك الوالدان الحبل على الغارب دون فرض رقابة محددة فان المخاطر التي تحاصر الابناء خاصة المراهقين منهم ستكون كبيره بل ان بعض هذه المخاطر قد يتسرب الى الاطفال من خلال البرامج الكرتونية التي هي الاخرى اصبحت تبث سموماً . . في العديد من البيوت ثمة أم عاملة أو نائمة جل وقتها وأب مشغول بمسئولياته الكثيرة لذا نرى الرقابة غائبة عن ابنائهم وبناتهم متجاهلين أن هناك خطرا داهما موجودا معهم في كل وقت نهارا وليلا . تحديات ومغريات تقول نهلة عبدالله :حين نجد انحرافا سلوكيا لدى طفل صغير سواء حركية أو لفظية نتأكد ان المسؤول الاول والاخير هما الاب والام اللذان لم يدركا أهمية الرقابة ومتابعة الاطفال وما يشاهدونه عبر التلفاز وما تبثه لهم القنوات الفضائية ، لذلك يجب على كل مسؤول عن اسرة أن يضع يده على كل خلل ويقوم باصلاحه قبل تفاقمه في وقت يصعب عليه التصحيح. كما يجب اتفاق الاب والام على منهجية في الرقابة ويتحمل كل منهما مسئولية في ذلك و يحرصا من خلالها على التعامل الأمثل مع الابناء في ظل ما يستجد من تحديات ومغريات تشكل خطراً جديداً على التربية . رقابة اسرية وتذكر شوق . خ يجب أن تكون هناك رقابة اسرية دون تسلط وعدم مراعاة ظروف الطرف الاخر ووقت الفراغ الذي يعانيه . . فلا يجب أن يفرض الأب أو الأم عدم فتح التلفاز في اوقات أو وضع قنوات اخبارية أو غيرها فقط في المنزل هذا الامر من وجهة نظري سيفتح باباً آخر يجعل من الولد او البنت يتنصل من التعليمات ويبحث عن طرق توصله الى أي طريق لمشاهدة ما يبث في أي قناة دون الاعتبار بمحتوى ما تبثه . . وتضيف أن الواجب أن تراقب البرامج التي يتابعها الابناء فاذا لوحظ في برنامج او فيلم أو أي مادة اعلامية انحرافات يتم التدخل بسياسة واقناع الابناء بان ذلك خطأ وله اضراره . الثقة المفرطة أم خالد ( 36 عاماً ) تقول منح الثقة للابناء مطلوب ولكن لا يجب أن تكون الثقة مفرطة خاصة بما يتعلق بالتلفاز وقنواته الفضائية التي باتت تشكل هاجساً يخيف أولياء الأمور لدخوله المنزل دون استئذان ، وتضيف أن الثقة المفرطة في هذا الجانب يمنح الابن أو البنت فرصة أكبر لمتابعة أكثر مما ينعكس سلباً على تصرفاته وسلوكياته أما من تقليدات تخالف عاداتتنا الاجتماعية أو ألفاظ تتنافى معها لذلك يجب أن يكون هناك رقابة او توجيه ووضع القنوات الفضائية وما تبثة في هذا الزمن يحتاج الى يقظة دائمة من الأهل. سياج واق وتشاطرها ابتسام الرأي مضيفة ان الرقابة الصحيحة يجب ان تكون ذاتية وتنبع من داخل الشخص نفسه ثم يأتي بعد ذلك دور الوالدين وهو دور مهم وسياج واق لحياة أبنائهم فمن الواجب وجود عين تراقب وتتفهم ما يدور حولنا من مغريات من خلال ما يعرض عبر قنوات الفضاء ، وتضيف شقيقتها أن الرقابة ليست على الاب والام فالاخ الأكبر قد يقوم بهذه المهمة ، وبامكانة مواجهة الخطر الذي يخترق المنزل ، وتشدد على ضرورة الرقابة الذاتية والتي تعتبر من اهم مساعد لرقابة الوالدين . دور المدرسة م . س معلمة تقول لابد من وجود رقابة في المنزل تتابع القنوات الفضائية ، وهذا لا يعفي دور المدرسة التي يجب أن تقوم بدورها في توعية الطلاب بهذا الشأن .. وترى ان الأسباب التي ادت الى غياب الرقابة كثيرة منها عمل الأم ، وترك أدوار مهمة في المنزل على الخادمة ، ثم يأتي الأب ليلقي بادواره في الرقابة على الأم وبذلك يكون هناك خلل في متابعة الابناء وتجد أن القنوات الفضائية قد احدثت شرخاً في سلوكيات الابناء داخل المنزل . رأي مختص من جهتها ترى الأخصائية النفسية والاجتماعية سحر طاهر ان الرقابة الأسرية على تصرفات وسلوكيات الابناء يجب أن تكون معتدلة دون اهمال أو مبالغة في وسائلها ، وتشير الى أنه بدلا من أن تكون المسألة فروضات وعقوبات ذات انعكاسات غير جيدة.. لماذا لا يقترب الاب والام من ابنائهم ويفتحون معهم مجالات للحوار عما يبث في القنوات الفضائية وأبرز ما يتابعه كل فرد والنتائج التي تأتي منها وبذلك تكون الرسالة التربوية والرقابة حاضرة باسلوب معاصر وتأثيراته ايجابية على عقليات الابناء وبالتالي ينعكس على سلوكياتهم .