ازد - جمال عسيرى حذّرت إيران الرئيس السوري بشار الأسد من كشف المستور، حال أقدم على التقارب مع روسيا على حساب طهران، مشيرة إلى أن المسؤولين الإيرانيين أبلغوا وزير الخارجية السوري وليد المعلم بهذه التحذيرات الأسبوع الماضي خلال زيارته طهران. وقال مصدر إيراني، طبقًا لموقع "جهام نيوز" الإخباري، إن المسؤولين الإيرانيين وضعوا معلومات هامة جداً وسرية أمام وزير الخارجية السوري بشأن الضغوط السياسية التي مارستها موسكو، من أجل تنحي الأسد عن السلطة وقد عارضتها طهران في وقتها. وحذر المصدر القريب من محادثات المعلم في طهران، الرئيس الأسد من سياسة اللعب على الحبلين أو مسك العصا من النصف في علاقاته مع إيران وتقديم المصالح الروسية، مضيفا أن إيران أكدت لوليد المعلم على مشاركتها في أي تسوية محتملة للأزمة السورية، محذرة الأسد من الثقة المطلقة بالسياسة الروسية تجاه الأزمة السورية. وأشار المصدر الإيراني، إلى أن كبار المسؤولين في البلاد أبلغوا المعلم، أن تجاوز طهران في أي تسوية سياسية سيدفعها لإجراء تغييرات جذرية في عملية التحول السياسي في سوريا. وأجرى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي الأربعاء الماضي، لقاءات مع المسؤولين السوريين في دمشق، في حين طمأن الأسد النظام الإيراني، بعدم إبعاد طهران عن أي تسوية مرتقبة للأزمة السورية، التي تسعى روسيا إلى الآن لتحقيقها بعيداً عن إيران. وذكرت صحيفة إيرانية رسمية، الأسبوع الماضي، أن إبعاد طهران كطرف مهم في اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة بين الحكومة السورية والمعارضة في 30 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أجبر وزير الخارجية وليد المعلم على زيارة طهران وطمأنة المسؤولين فيها بشأن هذا الاتفاق. وقال محمد شريعتي دهاقاني، للصحيفة، إن زيارة وليد المعلم واللواء علي مملوك إلى طهران حساسة للغاية، وجاءت للتقييم والاطلاع بشكل مفصل على الاتفاق الذي جرى بين موسكو وأنقرة بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، مشيراً إلى أن اللقاء بين الوفدين السوري والإيراني طرح فيه العديد من القضايا الأمنية. وكان تقرير نشره موقع مقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، الأربعاء الماضي، أفصح عن مخاوف إيرانية من انفراد روسيا بمفاتيح الحل للأزمة السورية ضمن تحالفات تجري في المنطقة بعد التقارب بين موسكو وأنقرة، منوهاً إلى أن روسيا يمكنها التخلي عن تحالفها مع إيران بسهولة إذا ضمنت مصالحها في صفقة تسوية للأزمة السورية. ورأى التقرير الإيراني، أن الاعتماد والثقة بروسيا أحد الخيارات المحدودة بالنسبة لطهران، لكن التشكيك بالنوايا الروسية لا يزال قائما بالنسبة للمسؤولين الإيرانيين، مضيفاً أنه بعد تحرير حلب من قبضة المعارضة في ظل تعاون عسكري بين روسياوإيران أصبحت موسكو تنفرد بالقرارات بعيداً عن توجهات طهران.