ازد - جمال عسيرى يعتبر نقص الحديد، مشكلة صحية وبائية عالمية، وهو السبب الأكثر شيوعاً لفقر الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بقصور في القلب، وهو النقص الأكثر شيوعاً في جميع أنحاء المعمورة. وكشفت اختصاصية التغذية في أستراليا، ناتالي بارليتا، أن افتقار المغذّيات للحديد يؤثّر بشكل خطير على صحة الأشخاص ومناعتهم. ويلعب الحديد دوراً أساسياً في العديد من المسارات الأيضية في الجسم، بما في ذلك نقل الأوكسجين في الدم، الحمض النووي، والتنفس، وظيفة المناعة وإنتاج الطاقة، ويمكن أن يكون له تأثير خطير على الصحة والإنتاجية، كما أنه ضروري لنمو المخ، وتشمل أعراض التعب، والاضطرابات العصبية السلوكية مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ومتلازمة الساق القلقة. وقد يكون نقص الحديد في مرحلة الطفولة له آثار سلبية طويلة المدى على وظائف المخ والسلوك، وحتى عندما يتم تصحيح المستويات، تلك الآثار قد لا تنمحي تماماً، وفقر الدم لدى الأمهات يمكن أن يؤدي إلى الولادة المبكرة، مع ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري يمكن أن يضر مستويات الحديد للجنين في مرحلة ما قبل الولادة أو سن الرضّع الناضجين. ويحدث فقر الدم عندما يكون عدد خلايا الدم الحمراء، أو مستويات الهيموغلوبين منخفضة جداً، مما يؤدي إلى عدم القدرة على نقل ما يكفي من الأوكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، ويعتقد النباتيّون أنهم معرّضون إلى خطر عالٍ من نقص الحديد بسبب غياب اللحوم الحمراء في النظام الغذائي، إلا أن هناك القليل من الأدلة لدعم هذا الادعاء، ومع ذلك الوجبات الغذائية المقيّدة يمكن أن تمنح خطراً أعلى إذا لم تكن متوازنة، مثل النساء البدينات الشابات اللواتي يحاولن إنقاص وزنهن. وينبغي توفّر نسبة حديد كافية في الرضاعة الطبيعية لتلبية احتياجات الرضيع حتى سن 6 أشهر، لكن من 7 – 12 شهراً تزداد الحاجة إلى الحديد بشكل ملحوظ "حتى 11 ملغ في اليوم الواحد"، ويجب أن يتوفّر من خلال الطعام الصلب بالإضافة إلى حليب الثدي، ويعتبر الحديد سواء كان قليلاً أو كثيراً سبباً مباشراً لمشاكل كبيرة، وبالتالي يجب تنظيم تركيزه في الجسم بعناية. ويجب أن تسعى للمشورة المهنية قبل استخدام مكمل الحديد، وأحد أسباب نقصه، هو المدخول الغذائي الفقير، وخاصة عند زيادة متطلبات مرحلة الطفولة، الحيض والحمل، فالحديد هو واحد من عدد من المواد الغذائية الأساسية نحن بحاجة للحصول عليها من خلال نظامنا الغذائي، وبالتالي نقص الحديد هو واحد من العديد من الضحايا للأنماط الغذائية السيئة في أستراليا ودول غربية أخرى، ويتميز هذا الإفراط في تناول الأطعمة المجهزة للغاية وكمية كافية من الأطعمة الكاملة.