حذرت خطبتا الجمعة اليوم بالحرمين الشريفين من الظلم ومن دعوة المظلوم كما أوصتا بالبعد عن التشفي ونزعة الانتقام وما يصاحبها من جبروت وبطش وحيف. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم إن سلامة الصدر وخلوه من الدخل وبراءة النفس من نزعة التشفي وحب الانتصار من المخطئ تلبية لرغبات النفس المنتشية في معالجة الخطأ بالقوة الضاربة هي سمة المؤمن الصالح اللين الذي لا غل فيه ولا حسد. وأشار إلى أن الانتقام يذكر غالبا في معرض الذم لكونه مقرونا بالقسوة والغلظة وموت الضمير وأن الاسلام عندما حضنا على العفو والتسامح وكظم الغيظ لم يرد لنا أن نكون ضعفاء ولا جبناء ولا أن يغرس في نفوسنا الذلة والهوان، وإنما أرشدنا إلى ذلك ليبين لنا أن اللين والسماحة هما أفضل وسيلة لاستلال السخيمة والكره من قلب من أساء إلينا . وبين الشريم إن المنتقم لا يدرك عقله ولبه قوله تعالى “وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولأن صبرتم لهو خير للصابرين” قائلاً: “هذه الآية دلت على الانتصار من الظالم لكنها في الوقت نفسه بينت أن العفو أخير وأفضل”. ولفت امام المسجد الحرام الى أن هناك انتقاما محمودا شرعه الله لإيجاد مبدأ التوازن بين المصالح والمفاسد وعدم الإخلال بها عن منازلها التي انيطت بها لتحقيق مصالح العباد ودرء مفاسدهم، وان هذا الانتقام المحمود يكون لمن انتهك محارم الله وذلك بالحدود والتعزيرات والعقوبات المشروعة، فنهانا سبحانه عن الرحمة في حدوده وإقامة شرعته وفق ما أراده لنا سبحانه وتعالى، فالانتقام لغير محارم الله معرة كما أن الحلم والبرود أمام محارم الله خيانة عظمى. من جانبه، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة اليوم أن الحياة المريحة تكون بتقوى الله والبعد عن الظلم ودعوة المظلوم. وأشار موجهاً كلامه للظالم: “فاتق الله يا من لا تقيم لدماء المسلمين حرمة ولا لأموالهم وزناً وحماية ولا لأعراضهم صيانة, وتذكر موقفك بين يدي الله سبحانه وأخش على نفسك من دعوة صالح تسري بليل والناس نيام”. ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين إلى الإتعاظ مما وقع في التاريخ من قصص كثيرة تحذر من مغبة الظلم، مؤكدا أنه على الظالم تدور الدوائر وإن طال الدهر.