- تعهد فالح الصافي وهو حاج عراقي، على نفسه منذ أن التحق بسلك المحاماة قبل عقدين من الزمن في بلاد الرافدين أن يسخر عمله في الدفاع عن الحق ودحض الباطل ومحاربته دون التفكير في الأديان أو الطوائف أو غيرها. ووفقا لصحيفة عكاظ عندما قرر التوجه إلى بلاد الحرمين لأداء فريضة الحج وجد نفسه محاطاً بشائعات عنصرية السعوديين تارة والترهيب من تعاملهم مع المذاهب الأخرى تارة أخرى، حتى عقد العزم وشد الرحال إلى «بكة» ضارباً بالتحذيرات عرض الحائط وهو يتوجس في نفسه خيفة. انقلبت الآية وتلاشت المخاوف عندما وطئت قدما الحاج العراقي فالح الصافي من أبناء الطائفة الشيعية وفق ما وصفه عندما رأى تعامل رجال الأمن، ثم أبناء المملكة من تقدير واحترام لضيوف الرحمن، ولكل الحجاج من كافة البلدان والمذاهب. الصافي البالغ من العمر (65 عاماً) قال: يبدو أنها مجرد ضغائن حاقدين لزرع الطائفية والفرقة بين أبناء الأمة العربية والإسلامية، وتشتيت الشمل، بحسب دعاية الإرهابيين والمتطرفين، ولا يتوقف الإعلام الكاذب عن بث سمومه من أجل تحقيق مكاسب ومصالح سياسية. وأضاف أنه عند وصوله إلى مطار المدينةالمنورة استقبل بالورود والترحاب وابتسامة، وهو المشهد الذي أوقفه للتفكير بشأن مخاوفه، خصوصا أن تعامل المواطنين السعوديين معه ومع بقية الحجاج العراقيين سنة كانوا أو شيعة هو المودة والسلام. وقال: عندما تسير في المشاعر وترى أبناء وبنات السعودية ورجال أمن يتسابقون لخدمتك يجعلك تتمنى لو كنت أحد أفراد هذا الوطن الشامخ ويحمل كاهلك الدفاع عنه في كل مكان والذود عن سمعته أمام كل متربص وحاقد. رمى الصافي جمراته الثلاث، قاذفاً معها كل الأكاذيب التي كان يسمعها عن المملكة وشعبها ورجال أمنها، متعهداً بأن ينقل ما رآه من حسن الاستقبال والضيافة إلى عشيرته بكل صدق وأمانة.