اليوم .. كوكب عطارد يعبر أمام قرص الشمس ، والحذر من النظر إلى أشعتها . سيحظى هواة الفلك اليوم الاثنين بفرصة مشاهدة عبور نادر لكوكب عطارد أمام قرص الشمس، وهو مشهد يتكرر عادة كل نحو عشر سنوت عندما يكون عطارد والأرض على خط مستقيم مع الشمس. وأوضح الفلكي هاني الضليع، عضو الاتحاد العربي للفضاء والفلك، في مقال نشرته الجزيرة نت قبل أيام أن عطارد سيبدأ مروره كنقطة سوداء على حافة الشمس عند الساعة 11:12 دقيقة صباحا بالتوقيت العالمي، أي 2:11 مساء بتوقيت مكةالمكرمة، وسيتحرك بسرعة 48 كيلومترا في الثانية، ليستغرق عبوره أمام الشمس -التي يبلغ قطرها نحو 1.39 مليون كيلومتر مربع- نحو سبع ساعات ونصف الساعة. وبحسب الضليع فإنه لن يشاهد العبور في مدته الكاملة إلا سكان المغرب وموريتانيا بأفريقيا، وبلدان غرب أوروبا، إضافة إلى المناطق الشرقية والوسطى من أميركا الشمالية وكندا، ومعظم أميركا اللاتينية. أما بقية الدول العربية فستتراوح مدة رؤيتها للعبور بين سبع ساعات في ليبيا والجزائر، وثلاث ساعات في عُمان والإمارات وقطر. أما في بلاد الشام ومصر والعراق فيستمر العبور قرابة خمس ساعات، على افتراض أن السحب لا تحجب الشمس في تلك الأماكن. وعطارد هو أصغر كواكب المجموعة الشمسية ولذلك تصعب رؤيته دون منظار (تلسكوب)، كما أن النظر بشكل مباشر إلى الشمس -حتى بنظارة- يمكن أن يلحق ضررا دائما بالعين، ولذلك يستخدم الهواة طريقة الإسقاط الآمنة على العين بوضع ورقة بيضاء خلف العدسة العينية للمنظار وإسقاط صورة الشمس عليها. أما الفلكيون والمحترفون فيستخدمون "التلسكوبات الشمسية" المزودة بفلتر الهيدروجين ألفا الذي يسمح برؤية كامل تفاصيل قرص الشمس، بما فيها البقع الشمسية والفتائل والتأججات المغناطيسية، فضلا عن ألسنة اللهب التي تقذفها الشمس من أطرافها بحيث يمكن رؤية الكوكب حتى قبل وصوله. ويشير الضليع إلى أن هذا الحديث يتميز بأهميته ليس لهواة الفلك فحسب وإنما لعلماء الفلك أيضا، إذ يمكن من خلاله قياس تغير شدة إضاءة سطح الشمس بما يعرف بالرصد الفوتومتري، وكذلك قياس بُعد عطارد بدقة شديدة ومعرفة مدة دورانه وحساب مداره الصحيح، وإن كانت جميعا محسوبة مسبقا، غير أن الفلكيين يقومون بذلك في كل مرة تتاح لهم فيها هذه الفرصة. وسيبث تلفزيون إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) -المتاح على الإنترنت- تغطية حية ولقطات من مرصد ديناميكا الشمس وتلسكوبات أخرى. وسيتضمن العرض مناقشات غير رسمية مع علماء من ناسا يجيبون فيها عن التساؤلات عبر تويتر باستخدام وسم (AskNASA) (اسأل ناسا). يذكر أن آخر عبور لعطارد أمام قرص الشمس كان عام 2006 وسيعبر ثانية بين الشمس والأرض في عام 2019، ولن يتكرر الحدث بعد ذلك قبل عام 2032.