أعلنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة أنها قصفت مطار حماة العسكري ردا على محاولة قوات النظام اقتحام سجن حماة المركزي، وقال معتقلون داخل السجن إن قوات النظام تراجعت عن الاقتحام بعد وقت قليل من بدئه، وسط أنباء عن سقوط قتيلين وجرحى بين المعتقلين، مع استمرار حصار السجن. وقالت فصائل في المعارضة المسلحة مساء الجمعة إنها استهدفت بصواريخ غراد مواقع لقوات النظام في مطار حماة العسكري ردا على محاولة اقتحام السجن، وذلك بعد أن هددت تلك الفصائل في بيان على الإنترنت بشن هجمات على قوات النظام إذا حاولت اقتحام السجن وإلحاق الأذى بمن فيه. ويسود الغموض بشأن ملابسات الاقتحام، حيث قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام تراجعت إلى ساحة السجن بعد محاولة اقتحامه، كما ترددت أنباء عن مقتل اثنين من السجناء وإصابة آخرين، إثر استخدام قوات النظام الرصاص الحي والغازات المدمعة وغازات الأعصاب. وأظهرت صور واردة من داخل السجن سقوط ضحايا من المسجونين بعد تعرضهم للإصابة بحالات اختناق نتيجة استنشاق الغازات. وفي اتصال مع الجزيرة من داخل السجن، قال المعتقل السياسي أبو أحمد الإدلبي إن المساجين صدوا الهجوم بإغلاق الأبواب الحديدية، مطالبا جميع المنظمات بإغاثة المعتقلين. كما قال المعتقل السياسي قصي الحمصي -من داخل السجن أيضا- للجزيرة، إن قوات النظام أحضرت والدة أحد المعتقلين إلى داخل السجن ليلا خلال المفاوضات مع السجناء للضغط عليهم بهدف تسليم السجن، إلا أن السجناء أصروا على موقفهم وما زالوا يحتجزون ثمانية من الضباط وعناصر الحراسة، وهم يطالبون بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي. وأكد مراسل الجزيرة أن قوات النظام تستخدم أهالي المعتقلين وسيلة للضغط خلال التفاوض، ولفت إلى وجود حوالي 650 معتقلا داخل قسم "الإرهاب ومعتقلي الرأي"، فضلا عن وجود 85 آخرين من المحكومين بالإعدام داخل السجن. وكانت قوات النظام قد طالبت السجناء عبر مكبرات الصوت بتسليم السجن بعد فشل المفاوضات لإنهاء العصيان المستمر منذ خمسة أيام، كما قطعت إمدادات الكهرباء والطعام والشراب عنهم منذ يومين، حيث بدأ العصيان إثر محاولة إدارة السجن نقل بعض المعتقلين إلى سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق تمهيدا لإعدامهم، حسبما ذكر ناشطون. وحذّر الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان من حدوث مجزرة وشيكة في السجن، مطالبا برقابة دولية دائمة ومنظمة على السجون السورية من خلال هيئة تابعة للأمم المتحدة.