كشفت هيئة التحقيق والادعاء العام بجدة ملابسات قتل ثلاثيني مجهول هوية والتمثيل بجثته، حيث تبين أن الجاني صديق للمجني عليه، قتله وتركه في أحد الشوارع الضيقة بحي عشوائي في جدة، بعدما اكتشف أنه أقام علاقة غير شرعية مع زوجته، وعقب كشف الحقائق أحيلت القضية إلى المحكمة الجزائية بجدة للنظر فيها وإصدار الحكم. قتيل في زقاق أبلغ مصدر قضائي "الوطن" أن "الهلال الأحمر تلقى بلاغا بوجود شخص تعرض لطعنات عدة بوجهه وعينه وصدره بإحدى الأزقة جنوبجدة، وعلى الفور حضر الهلال الأحمر إلى جانب الدوريات الأمنية إلى الموقع، وتم نقله إلى المستشفى حيث تبين أنه فارق الحياة، وأسفرت التحريات أن الجاني صديق المتوفى"، مشيرا إلى أن المتهم سلم نفسه إلى إحدى نقاط التفتيش خارج مدينة جدة". وأضاف أن "لائحة الادعاء وجهت إلى المتهم وهو مجهول الهوية تهمة قتل أحد أصدقائه، والهروب إلى منطقة خارج مدينة جدة، فأنكر جميع ما نسب إليه، ولكن هناك شاهد تعرف على المتهم، وأفاد بأنه عند تواجده بالحي بالقرب من سيارته لاحظ وجود مقيمين يتشاجران، ولوح أحدهما بسكين بيده، ووجه عدة ضربات إلى وجه المجنى عليه، مما أدى إلى اختراق السكين عيني المجني عليه، مشيرا إلى أن المتهم واصل تسديد الطعنات للمجني عليه حتى سقط". اعترافات تفصيلية أوضح المصدر أن "لائحة الادعاء بينت أن المتهم اعترف بقتل المجني عليه، وقدم اعترافات تفصيلية حول ذلك، وقال إن الدافع هو أن المجني عليه أقام علاقة غير شرعية مع زوجته، وذكر أنه حضر إلى جدة من المدينةالمنورة يوم الحادثة لمقابلة زوجته مجهولة الهوية التي تسكن بحي عشوائي بجنوبجدة، فسمع صوتا بالداخل، وعندما نظر من فتحة الباب فوجئ بوجد صديقه مع زوجته، فطرق باب الغرفة، وفتحت الزوجة، وهربت إلى إحدى الغرف، فأمسك بالمجني عليه، وجلس معه في الصالة، وطلب من زوجته أن تعد لهما عصيرا، ثم أخذ المجني عليه إلى الخارج بدعوى أداء صلاة العشاء، وبينما هما في الطريق ضرب المتهم المجني عليه بسكين في عينه اليمنى، ثم ضربه في العين الأخرى، وانهال عليه طعنا، وتركه، ثم توارى بين الأشجار في منطقة قريبة من مسكنه، وبعد ذلك هرب إلى خارج جدة، ثم سلم نفسه إلى جوازات الطائف التي سلمته بدورها إلى الجهات الأمنية". الطب الشرعي أبان المصدر أن "تقرير الطب الشرعي أوضح أن جثة المجني عليه بها جرح طعني واسع يقع بمقدمة يمين الصدر، وآخر في العين اخترقت الجمجمة، إضافة إلى طعنات نافذة بالقفص الصدري أحدثت قطعا بعضلات الضلعين الخامس والسادس، مما أدى إلى نزيف حاد أدى لوفاة المجني عليه". وأشار إلى أن "هيئة التحقيق والادعاء العام وجهت للمتهم مجهول الهوية تهمة قتل المجني عليه عمدا وعدوانا بطعنه بسكين في عينيه وصدره نتج عنه وفاته وفق تقرير الصفة التشريحية، والتمثيل بجثته، وأحالت القضية إلى المحكمة الجزائية". حد الغيلة قال القاضي السابق والمحامي الشيخ محمد الجذلاني ل"الوطن" "في مثل هذه القضايا يطبق حد الغيلة، وليس القصاص، لأن القاتل غدر بالضحية، واستدرجه وقتله، بينما المقتول كان آمنا ولا يتوقع منه الشر، وحد الغيلة لا يسقط بتنازل ورثة المقتول، بل حق عام يجب تنفيذه". وأوضح أنه "لا يطبق في هذه الحالة حكم الدفاع عن الشرف، لأن المقصود بالدفاع عن الشرف أن يحاول رجل ارتكاب جريمة الزنا في إحدى محارم الرجل، فيحاول الأخير أن يمنع ذلك، لكنه لا يتمكن من منعه إلا بقتله، وهو ما لم يتوفر في هذه القضية، أما إذا ارتكب أحدهم الزنا بأحد محارم غيره، لا يجوز لزوج الضحية أن يقتل من يتهمه بفعل ذلك، بل عليه رفع الأمر إلى الحاكم لتطبيق الحكم الشرعي".