: أثار تزايد نشاط السلفيين في تونس بعد الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي, والذي كان يمارس أبشع أنواع الاضطهاد على التيار الإسلامي, غيظ العلمانيين الذين يشعرون بالخطر عقب هزيمتهم في الانتخابات الأخيرة. وترى الطبقة العلمانية أن قيمها أصبحت مهددة في ظل تصاعد التيار السلفي. ودعت منظمات وأحزاب علمانية إلى تظاهرة طالبوا الحكومة بوقف ما أسموه "التطرف الديني وحماية الحريات المهددة",على حد زعمهم. ووضح الصعود القوي للسلفيين في تونس من خلال الانشطة التي ينظمونها ويتجمع فيها الآلاف. ففي جامع حي التضامن بالعاصمة التونسية تزاحم نحو ألفين من أنصار الجماعة السلفية بين قائم وجالس للاستماع إلى درس للشيخ الخطيب الإدريسي. ودعا الإدريسي وهو من أبرز شيوخ السلفية في تونس أنصاره خلال الدرس إلى عدم الوقوع في «فخ الاستفزازات» وحماية الدين الإسلامي بالأساليب الدعوية دون أن يتضمن خطابه أي أشارة للعنف. ويرى السلفيون أن هناك محاولات لتضخيم ما يجري وتوجيه الاتهام لهم لتخويف الناس من الإسلاميين. ياتي ذلك في وقت أثارت زيارة يقوم بها الداعية الاسلامي المصري وجدي غنيم الى تونس لالقاء مواعظ ودروس دينية جدلا واسعا في البلاد في ظل انتقادات موجهة له بانه من "المتشددين". وبدأ غنيم الاسبوع الماضي زيارة الى تونس قدم خلالها دروسا دينية في عدة مناطق من البلاد. وفي قبة المنزه بالعاصمة احتشد أكثر من عشرة الاف للاستماع الى مواعظه قبل ان ينتقل الى المهدية وسوسة وحي الانطلاقة وسط اقبال كبير من انصاره. وكان وزير الداخلية التونسي علي العريض قد قال ان قوات الامن تمكنت من تفكيك "تنظيم ارهابي" على علاقة بتنظيم القاعدة . وقال في مؤتمر صحفي "تم القاء القبض على 12 شخصا أعمارهم اقل من 30 عاما بينما تسعة مازالوا في حالة فرار. يرجح ان ثمانية منهم في ليبيا واخر في الجزائر." واضاف "المتهمون في هذه القضايا أغلبهم كانوا في السجن بتهم الارهاب وعدد منهم تلقى تدريبات في ليبيا اثناء الثورة الليبية." وتابع"أظهر التحقيق أن لديهم علاقات مع مجموعات قريبة من تنظيم القاعدة في ليبيا وربما مع اعضاء من تنظيم القاعدة في الجزائر."