ولّد ما نشرته «الحياة» أخيراً حول احتجاز نزيلات غير متورطات في قضايا جنائية داخل أروقة دار الرعاية الاجتماعية للفتيات في مكةالمكرمة ردة فعل «مفاجئة»، إذ نقلت شقيقتان (ع ع) و(ه ع) أول من أمس إلى دار الحماية في منطقة تبوك! بعد أن فضلت إدارة الدار إبعادهما عن مجريات سلسلة التحقيقات التي تعكف الأجهزة الحكومية عليها حالياً، خصوصاً بعد تدخل جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة للتقصي عن أوضاع الدار الداخلية، والتأكد من وجود نزيلات من ضحايا العنف الأسري، محتجزات داخل الدار. وأكد المشرف العام على جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف ل«الحياة» أن الجمعية بدأت التحقق من الأمر بعد ورود المعلومة من أكثر من مصدر، لافتاً إلى ضرورة إحالة الشقيقتين «من البداية إلى دار حماية لا إلى دار عقاب يناط بها تنفيذ الأحكام القضائية». وشدد على أن احتجاز الفتاتين داخل دار الرعاية يؤكد «وجود إشكالية واضحة، لو ثبت ذلك حقاً». مشيراً إلى أن التحقيقات التي تعكف جهات رسمية على إجرائها حالياً ستكشف خبايا معاناة الفتاتين، وتحدد المسؤول عنها، «وربما تأخذ بشهادتيهما في الأحداث الأخيرة». وعلى خط مواز، قالت النزيلة (ع ع) في حديثها إلى «الحياة»: «إنها وشقيقتها أمرتا بالتوجه إلى المطار لنقلهما إلى دار الحماية في منطقة تبوك التي وصلتا إليها أول من أمس»، مشيرة إلى تخوفها من التهديدات التي تلقتها من القائمات على الدار بتسليمها وشقيقتها إلى إخوتها، خصوصاً أنهما لجأتا إلى دار الحماية نتيجة ما تعرضن له من عنف وتحرش من قبل أشقائهما. وكشفت (ع ع) لجوءها قبل أكثر من عام إلى إحدى المدارس المتوسطة وشقيقتها (ه ع) في منطقة تبوك، وهي تحمل سلاحاً رشاشاً لحمايتهما، احتجاجاً على ما تعانيه وشقيقتها من تعنيف أشقائهما وإطلاقهم النار عليهما وعلى والدتهما، إلا أنهما ما لبثتا أن سُلّمتا إلى إخوتهما من جديد، إلا أن عودة الأشقاء لتعنيفهما أجبرهما على الهروب مجدداً، واللجوء إلى الجهات الرسمية لحمايتهما هذه المرة. واتهمت (ع ع) إحدى مسؤولات دار الرعاية في مكةالمكرمة بممارسة «أمور خادشة» مع بعض النزيلات، مطالبة بالرجوع إلى اعتراف إحدى النزيلات للجنة التحقيق والادعاء العام وتدعى (ف أ) عن تعرضها لممارسات غير أخلاقية. ونفت (ع ع) اتهام الدار للنزيلات بتهجمهن على مكتب المراقبات وإتلاف المحاضر التي تدعي أنها تدينهن، مؤكدة أن الاختصاصية الداخلية (س ب) وإحدى المراقبات قامتا بذلك العمل، وعند اكتشاف الفتيات لهما ادّعتا تهجم النزيلات على مكتب المشرفات وإتلاف المحاضر، وطالبت (ع ع) وشقيقتها (ه ع) بدخل حقوق الإنسان لإنقاذ أختهما غير الشقيقة التي لم تتجاوز 11 عاماً والتي تعرضت للحرق وقص الشعر من قبل إخوتها، وناشدتا الجهات الرسمية التدخل للحؤول دون تسليمهما لأشقائهما حماية لحياتهما.