شهدت جدة أمس (الثلاثاء) انطلاق الملتقى السعودي للهندسة الطبية 2012 والذي نظمته الجمعية العلمية السعودية للهندسة الطبية بالتعاون مع لجنة الأجهزة الطبية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة بقاعة إسماعيل أبوداود بالغرفة وسط حضور كبير من المتخصصين في الهندسة الطبية محلياً إضافة لمشاركة عدد من الخبراء العالميين. وبدأ حفل الافتتاح بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى المهندس رأفت بن محمد سلامة رئيس لجنة الأجهزة والمستلزمات الطبية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة كلمة اللجنة رحب فيها بجميع المشاركين في الملتقى، وبيّن بأن اللجنة تهدف لأن تكون مرجعية تدعم القطاع الخاص بالخبرات. وأشار م. سلامة بأن التقارب بين الجمعية واللجنة يساهم بكل تأكيد في الارتقاء بالهندسة الطبية في المملكة، مشيراً إلى أن هذا التعاون يساهم في تتويج جهود العشرات من أبناء الوطن والشركات العاملة في هذا المجال. وأكد م. سلامة بأن اللجنة تحرص على أن تكون لجنة مرجعية استشارية للعاملين في مجال الأجهزة والمستلزمات الطبية، وأن تحقق ارتقاء وتطوير لأداء العاملين في هذا القطاع بما يتوافق مع متطلبات المنطقة والعصر. ومن ضمن رسالة اللجنة وأهدافها الإستراتيجية هو تطوير وتنفيذ البرامج التأهيلية للشباب السعودي للعمل في هذا القطاع، وكذلك توعية ودعم مبادرات التثقيف الصحي والمحاضرات لخدمة المجتمع. ثم ألقى الدكتور نزيه العثماني رئيس الملتقى ورئيس الجمعية العلمية السعودية للهندسة الطبية كلمة أوضح فيها بأن هذا الملتقى يتميز باستضافة عدداً من المتخصصين المميزين على المستوى المحلي ومستوى العالم في تخصص الأجهزة الطبية لمناقشة عدد من الجوانب المهمة في التخصص، مبيناً بأن الملتقى يحظى بحضور البروفيسور جون ويبستر من قسم الهندسة الطبية بجامعة ماديسون ويسكنسون التي تعتبر من الجامعات الأمريكية الرائدة في هذا التخصص كما يعتبر باحثا عالميا مميزا في تخصص الهندسة الطبية على مستوى العالم وكتبه في التخصص تدرس في مختلف أنحاء العالم كما أنه له عددا كبيرا من البحوث العلمية المميزة وبراءات الاختراع في هذا المجال. واستعرض د. العثماني مسيرة الجمعية العلمية السعودية للهندسة الطبية وأهدافها وأنشطتها وحرصها على استضافة كافة القطاعات التعليمية والقطاعات العاملة في إطار الأجهزة الطبية من أجل مناقشة مستجدات التخصص وعدد من القضايا المتعلقة بتصنيف واعتماد شهادات المهندسين وإجراءات استيراد الأجهزة الطبية وتصنيفها ومعايير اعتماد أقسام الهندسة الطبية الموجودة في مستشفيات المملكة، مشيداً بدعم ورعاية الغرفة التجارية الصناعية بجدة لشراكتها في هذا اللقاء ورعاية جنرال الكتريك السيف للخدمات الطبية للملتقى. ورحب د. العثماني بجميع الكوادر الفنية الطبية بمختلف أنواعها حكومية وخاصة وطلاب للمشاركة ضمن أنشطة الجمعية، مؤكداً حرص الجمعية على إفادة العاملين في القطاع الهندسي الطبي عبر هذه الملتقيات وورش العمل لمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالهندسة الطبية. ثم ألقى الأستاذ عدنان بن حسين مندورة أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بجدة كلمة رئيس مجلس إدارة غرفة جدة أشاد فيها بالجمعية العلمية السعودية للهندسة الطبية وأهدافها والتي تدعو الجميع لأن يكونوا يداً واحدة، مؤكداً على أهمية تضافر الجهود بين القطاع العلمي والطبي والأعمال لتعزيز قيمة مضافة للأعمال. وأكد مندورة بأن لجنة الأجهزة الطبية بالغرفة تعتبر ذراع الغرفة لتلمس احتياجات المجتمع، موضحاً حرص الغرفة على العمل الجماعي بالتعاون مع كافة القطاعات والجهات ذات الاهتمام المشترك، معتبراً جامعة الملك عبدالعزيز شريك دائم مع الغرفة في مجال الأبحاث العلمية فضلاً عن تعاون الطرفين في مجالات تدريب الطلاب والطالبات وحاضنات الأعمال. وأوضح مندورة بأن جامعة الملك عبدالعزيز تعتبر اليوم منارة علم وعمل من خلال تعاونها مع مختلف القطاعات والجهات، مشدداً على حرص الغرفة على التعاون مع الجامعة في شتى المجالات. ثم ألقى الأستاذ الدكتور عدنان حمزة زاهد وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للدراسات العليا والبحث العلمي كلمة معالي مدير الجامعة أكد فيها على أهمية القطاع الخاص ودوره في توفير الوظائف للخريجين، مشيراً إلى أن الجامعة تتيح للقطاع الخاص بالتواصل مع وكالة شؤون الخريجين لتوظيف الكوادر الوطنية فضلاً عن إمكانية الاستفادة من الأيام المهنية لاستقطاب الكفاءات. واستعرض أ. د. زاهد حرص الجامعة على الاستفادة من مثل هذه الملتقيات والمشاركة فيها بشكل فعال، مؤكداً بأن الجامعة تسعى دوماً لتحقيق مستويات متميزة أكاديمياً حيث تمكنت بفضل الله من تحقيق 75 اعتماداً أكاديمياً لبرامجها التعليمية المختلفة حتى الآن فضلاً عن تحديث وتطوير مناهجها الدراسية لتواكب مخرجاتها مع تطورات سوق العمل. ثم اختتم حفل الملتقى بتوزيع الدروع والشهادات على المشاركين في الملتقى. وكانت جلسات الملتقى قد بدأت صباحاً حيث تمحورت الجلسة الأولى حول "الجمعيات العاملة في الهندسة الطبية" برئاسة الدكتور صلاح الخلاقي وتحدث خلالها المهندس سليمان العمود مدير عام مركز الاعتماد الهندسي في الهيئة السعودية للمهندسين والدكتور إبراهيم انديجاني من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والدكتور صالح الطيار مدير عام قطاع الأجهزة والمنتجات الطبية في الهيئة العامة للغذاء والدواء والمهندس عبدالله الخطيب مدير التأهيل والتصميم بالمجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية. أما الجلسة الثانية عقدت برئاسة الدكتور نزيه العثماني وتمحورت حول "الهندسة الطبية" تحدث خلالها البروفيسور جون ويبستر من قسم الهندسة الطبية بجامعة ماديسون ويسكنسون عن الاتجاهات المستقبلية في الهندسة الطبية، والدكتور سامي بن محمد باداود مدير الشؤون الصحية بجدة حول دور الهندسة الطبية في الخدمات الصحية، والأستاذ مالك مطبقاني حول توطين تقنيات الأجهزة الطبية. وتواصلت فعاليات الملتقى حيث شهد تنظيم ثلاث ورش عمل الأولى بعنوان "الجودة في إدارة أقسام الهندسة الطبية بالمستشفيات"، والثانية بعنوان "الإدارة الفعالة لأجهزة ومستودعات المستشفيات"، والثالثة بعنوان "أجهزة غسيل الكلى وقياس الغازات في الدم".