- أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين بتقوى الله تعالى حق التقوى. وقال في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: " إن أخطر ما يواجه العبد في حياته وأضر ما يكون على دينه مرافقة ما لا خير في مرافقته من الجلساء والأصدقاء؛ ولهذا نهى الله وأمر نبيه بالإعراض عن هؤلاء فقال (وإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا، يقولون بخلاف الحق ويزعمون الأقوال الباطلة وينشرونها ويؤيدونها ويؤيدون قائلها ويقدحون في الإسلام وينتقصونه ويستهزئون به وبأحكامه فأعرض عنهم أعرض عن مجالستهم لأنك إذا جالستهم وراءك الناس حولهم ظنوا أنهم على حق وهم على باطل لابد من موقف واضح جلي لدحض الباطل ونقد آراء المبطلين ودعاة الشر والفساد، قوم استهزؤوا بإسلامك وكفروا بآيات الله كما قال الله (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيات الله يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِه إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ الله جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ في جهنم جميعاً). وقال سماحته: " هؤلاء الذين يقدحون في الإسلام ويشككون في كماله وعمومه وينتقصونه ولا يرون الإسلام دينا لكل زمان بل يقولون هذا الدين انتهى وانتهى دوره، فلا يؤمنون بكماله وشموله هؤلاء لابد من صوت واضح يدحض حججهم، ويرد هذا الضلال.. فإن قريشاً لما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم ودعا إلى الله وعاب أصنامهم وآلهتم عرضوا عليه أن يكف عن آلهتم ويكفون عنه وعن أذى قومه فقال الله (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) أي يتمنوا أن توافقهم على السكوت عن باطلهم فيوافقونك ويتركون أذاك ولكن الأمر لابد من وضوح؛ فلابد لصاحب الحق أن ينشر الحق ويدعو إليه ويهدي إليه ويبين حقيقة الباطل، ولابد أن يكون ناصحاً أميناً لا مداهناً ومجاملاً لهم، فمن داهن في الباطل وجاملهم وجالسهم من غير نكران ما هم عليه فإن هذا يخدع الناس حتى يظن الظان أنهم على حق ". وخاطب سماحته المسلم جليس السوء وقال إن الله سبحانه وتعالى يقول: " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا "، انظر أخي إلى ندم المجالس يوم القيامة يعض على يديه يقول يا ليتني صدقت رسول الله واتبعته ولم أعدل بسنته إلى الآراء الضالة المنحرفة يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلاً فقد أوقعني في الباطل إلى آخر الآية. وأضاف: أيها المسلم "الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" إن الجليس الصالح مصدر خير كله أما جليس السوء فمصدر شر مباشر أو مصدر بعيد بأي شكل من الأشكال فهو خطر عليك في الحاضر والمستقبل، إن من المهم اختيار الجليس الصالح التقي النقي، يقول صلى الله عليه وسلم // المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل // ويقول صلى الله عليه وسلم // مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسلك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يهديك وإما أن تبتاع منه أو تجد منه رائحة طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد من رائحة خبيثة // صاحب الخير سواء قليل التقوى أو كثير فهو خير كله وإن قل عطاؤه لكنه خير وفضل، فاتقوا الله في أنفسكم ولننظر من نصاحب. وقال سماحة مفتي عام المملكة: " الجليس الصالح يتأثر بخيره وصلاحه والجليس السيئ يتأثر بشره، صاحب الخير إذا صاحب العلماء وأصحاب الفضل تأثر بهم في حب العلم وأهله وإذا صاحب الأخيار تأثر بالاستقامة ومن يدعو إلى الخير بأنواع الخير تأثر بهم، وصاحب السوء إما أن يصحبك في رأي تكفيري أو فكر تكفيري خارجي تقع بأسبابه في الشر والضلال، وخير الجلساء يورد إلى البر والتقوى وشر الجلساء من ضعف دينه وقلت أمانته، الجليس السيئ يحاول أن يطمس أفكار من يجالسه ولا يرى إلا بآراء جليسه متشبهاً بأخلاقه السيئة ومتعاملاً بأخلاقه السيئة ". وأضاف: أيها المسلمون: تعلمون أن في الزمن دعوات مضللة وأفكار خبيثة ودعوات ضالة تخدع كثيراً من الجهال ومن ذلك من يسمون أنفسهم بأنهم الدولة الإسلامية أو بأنهم يجاهدون في سبيل الله وإذا رأيت واقعهم يسفكون دماء المسلمين ويدمرون الإسلام لا خير فيهم وليسوا دولة إسلامية ولا مجاهدين ولادعاه إسلام ولكن عقيدتهم الباطل والخذلان، فلنعرض عن هؤلاء المنافقين الذين تظاهروا بالإسلام وتظاهروا بالدين والتقوى ولكن الواقع منهم خلاف ذلك فهم سفاكو دماء ونهب الأموال لا خير فيهم ولا في صحبتهم ولا في مشاهدتهم، وإن كانت دعواهم الإسلام والجهاد وخدمة الإسلام فإنها دعوة كاذبة يكذبها الواقع فلنحذر من هؤلاء// يا أيُّها الّذينَ آمَنُوا أطِيعُوا اللهَ ورَسُولَهُ ولا تَوَلَّوْا عَنْهُ وأنْتُمْ تَسْمَعُون ولا تَكُونُوا كالّذينَ قالُوا سَمِعْنا وهُمْ لا يَسْمَعُون //. وتابع سماحته قائلاً: إن من جلساء السوء في عصرنا هذا الكثير من القنوات الفضائية والمواقع الشريرة السيئة التي ابتلي بها الناس فأصبحت في كل مكان بيد كل فرد عالم أو جاهل صغير أو كبير أصبحت في متناول اليد مع ما فيها من الشر والبلاء ". وحذر سماحته المسلمين كافة من خطر الكثير من القنوات الفضائية وقال: أيها المسلم هذه القنوات الفضائية والمواقع الشريرة ابتعد عنها قدر إمكانك، واحذر أن تؤثر عليك هذه المواقع السيئة التي ابتلي الناس بها وعمت كل مكان مع الزمن والوقت ربما يتأثر بها شبابنا ويتأثروا بالأفكار المضللة ويظنوا أنها على حق، احذروا من هذه المواقع السيئة التي يجب مقاطعتها، ومقاطعة الاستماع لها ولأكاذيبها وضلالاتها، هذا خطر عظيم وشر مستطير. وأفاد بأن المحطات الفضائية الخبيثة والمواقع الشريرة يقوم عليها دعاة ضلال كثير منهم من خارج بلاد الإسلام، ويخدعون الناس بهذه الآراء المضلة ويعظمون هذه الفئة الضالة الخارجية التي تحمل فكرا تكفيريا سيئا يدعو إلى الفوضى والاضطراب ويدعون إلى كل سوء ويشككون ولاتهم وفي معتقدهم وفي أخلاقهم ويشككون بالدين ويطعنون فيه وأنه ناقص وغير كامل وغير شامل إلى غير ذلك. وقال سماحته: " إن المنتديات والمواقع والقنوات هذه كلها خبيثة، واحذر منها إلا أن يكون لديك علم شرعي تساعد على القضاء على الباطل، فإن كان ذا علم وبصيرة وحجة فيجاهد هذه المواقع ويكافح هذا الباطل، فهذه المواقع تحمل في طياتها كذب وافتراء ودجل وتعظيم لأعداء الإسلام التي يعلم الله ويعلم المؤمنون كذبهم وافتراؤهم وضلالهم وأنهم دعاة سوء ودعاة فتنة وأنهم يخدمون أعداء الإسلام فاحذروا من هؤلاء. واختتم سماحة مفتي عام المملكة خطبته مشدداً على وجوب تحذير الأبناء والبنات من هذه المواقع ومن شرها أو التعلق بها، عسى الله أن ينفع الأبناء والبنات بالنصيحة والتوجيه.