قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن التحديات التي تواجه المنطقة هي تحديات دولية تستوجب العمل على المستوى الأمني والعسكري والاقتصادي لمواجهتها. ولفت الملك خلال لقائه وفد مجلس حكماء المسلمين في العاصمة عمّان، إلى ضرورة توحيد الجهود لبناء استراتيجية دولية ضد الإرهاب والتطرف، وحماية الدين الإسلامي الحنيف، ومواجهة ظاهرة الكراهية المتصاعدة ضد الإسلام والمسلمين، موضحا أن هذا يتطلب موقفا قويا من قبل الجميع في الدفاع عن الإسلام وصورته الحقيقة، والتي يتم تحريفها وتشويهها من قبل الخوارج والانتهازيين. وتطرق اللقاء إلى سبل تعزيز دور مجلس حكماء المسلمين في التعامل مع قضايا المنطقة والتحديات التي تواجهها، من غرب إفريقيا إلى جنوب شرق أسيا، خصوصا في التصدي للإرهاب والتطرف، وبناء المجتمعات على أسس فكرية صحيحة مبنية على إسلام المحبة والسلام، ومواجهة الأفكار الإرهابية وعناصر التطرف والتكفير، والتي تسللت إلى العقيدة الإسلامية السمحة تحت قناع الدين. واستعرض الملك خلال اللقاء عدداً من التحديات الإقليمية وسبل التعامل معها، بما في ذلك محاربة الإرهاب والتطرف وعصاباته الإجرامية المتطرفة، وما يتطلبه ذلك من استراتيجية شمولية وتنسيق مكثف بين جميع الأطراف المعنية لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة، إضافة إلى إيجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين. من جهته، قال شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب إن دور العلماء هو دور فكري وينصبّ على حماية الشباب من أن يصدقوا الإرهابيين أو ينخرطوا في مخططاتهم أو أن يجندوا في صفوف الإرهاب، مبينا أن مجلس حكماء المسلمين قام بدور متواصل في مجال توعية الشباب والمسلمين بخطر هذا الفكر، الذي لا يمثل الإسلام إطلاقا. ويذكر أن مجلس حكماء المسلمين، هي هيئة دولية مستقلة تأسست عام 2014 ومقرها الإمارات، والتي تشكلت بناء على توصيات منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وهي مبادرة مشتركة من قبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ورئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية الشيخ عبد الله بن بيه. ويضم المجلس في عضويته شخصية من علماء الأمة الإسلامية وخُبَرائها ووُجَهائها ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطيَّة.