أحالت شرطة محافظة جدة، ملف قضية غرق الطفلة تالين «8 سنوات» في بيارة صرف صحي بحي الفيحاء، إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال التحقيقات ومحاسبة المتسبب في وفاة الطفلة. وقال المتحدث ل«عكاظ» في شرطة جدة النقيب فهد المالكي، إن ملف القضية أحيل إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بعد اكتمال التحقيقات مع جميع الأطراف، مبينا أن صاحب «الوايت» الذي فتح بيارة الصرف موقوف على ذمة التحقيق. وفي ذات السياق، لفت المتحدث في الدفاع المدني العقيد سعيد سرحان، إلى أن والدها أبلغ الشرطة بفقدانها من المنزل، وبعد ذلك تم إبلاغ الدفاع المدني بعد إحساس الأسرة أنها سقطت في حفرة الصرف، وعلى الفور حضرت الفرق لموقع الحادث وتم استخراجها متوفاة من البيارة المجاورة لمنزل أقاربها، وتم إحالة القضية إلى الشرطة لإكمال التحقيقات. محاسبة المتسبب والد الطفلة إبراهيم عبده حمدي، قال ل «عكاظ»، وعيناه تذرفان الدموع على فراق فلذة كبده، إنه يطالب الجهات المعنية بمحاسبة المتسبب في وفاة ابنته، معتبرا أن الإهمال عجل برحيلها بدليل أن حفرة الصرف الصحي كانت مكشوفة لحظة سقوطها فيها، مطالبا بإيجاد وسائل لسلامة المارة مستقبلا، حتى لا يتكرر مشهد غرق الأطفال في حفر الصرف مجددا. انقطاع الكهرباء من جهته، روى زوج خالة الطفلة علي توهمة، قصة سقوطها في بيارة الصرف الصحي، قائلا: «عائلة تالين كانت عندنا منذ أكثر من يومين بسبب انطفاء الكهرباء من منزلهم الكائن بحي الحرازات، وكانوا يرتبون لزواج إحدى قريباتنا بعد 15 يوما، وعند الساعة 11 ونصف مساء خرجت تالين من المنزل راغبة الذهاب إلى السوبر ماركت، إلا أنها سقطت في بيارة الصرف المجاورة للمنزل والتي لا يمكن المرور من الموقع إلا بالعبور من فوقها». «الطوق» دليل غرقها وأردف «عندما شعرنا بتأخرها عن المنزل باشرنا البحث عنها بمساعدة بعض الجيران، وتذكرنا حينها أن صهريج الصرف الصحي كان متواجدا بجوار المنزل لشفط مياه العمارة الملاصقة لمنزلنا، وقمنا بفتح غطاء البيارة الذي يكاد يكون مفتوحا من غير تأمين، فوجدنا طوق رأسها طافيا على المياه لأن الصهريج لا يقوم بشفط المياه بالكامل، بل إنه يشفط بمقدار عدم الطفح، وعلى الفور اتصلنا بالدفاع المدني الذي حضر بسرعة وقام بشفط المياه عبر 3 صهاريج، لنجد تالين بعد 6 ساعات بحث وقد فارقت الحياة، وهي الآن في ثلاجة الموتى بمستشفى الملك عبدالعزيز». الدفن بعد انتهاء التحقيق ويقول أحمد مقبول زوج خالتها الأخرى، إنه جاءهم توجيه من الشرطة بأنهم سيتمكنون من دفن تالين بعد الانتهاء من التحقيق، معتبرا أن الأهمال تسبب في وفاتها خاصة وأن بيارة الصرف كانت مفتوحة لحظة سقوطها فيها، مشيرا إلى أن تالين كانت تدرس في المدرسة الثامنة والأربعين بقويزة، ولم يتسن لها الفرح باستخدام الأغراض المدرسية التي اشترتها لها والدتها لأن القدر كان أسرع على الرغم من تحمسها لبداية العام الدراسي الجديد، مضيفا «تالين هي الرابعة بين أخوتها، إذ ولدت بعد 3 أبناء ذكور «إياد، خالد، معاذ»، ولها أخت صغرى «ترف». حب أخوي إلى ذلك، تحدث إخوة تالين، بأسى وحزن كبيرين عنها، مؤكدين أنها كان لها وضع خاص في المنزل ومحبة للجميع، وخفيفة دم ومرحة للحد البعيد ما جعلها كالنسمة بينهم، حيث تلهو مع هذا وتداعب ذاك، مؤكدين أنهم سيفتقدونها بشدة وأعينهم تفيض بالدمع. وأضافوا «قبل ولادتها كنا ننتظر بفارغ الصبر قدوم بنت لنا لأننا 3 أولاد، وبعدما جاءت للحياة تغير المنزل وشاهدنا الفرحة في عيون الجميع خاصة والدينا لأنهما صبرا لسنوات طويلة في انتظار إنجابها، وبرحيلها في هذه السن الصغيرة لن يفارقهما الحزن عليها». صدمة وحزن «عكاظ» رصدت حزنا عميقا عم أسرة الفتاة، وكل منهم في حالة دهشة لما حدث لأنها كانت بينهم قبل لحظات، بالمقابل تواجد رجال هيئة التحقيق والادعاء العام في الموقع أمس لوقت طويل للقيام بإجراءات التحقيقات اللازمة.