أزد .الرصد // بعد لمسة ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، الحانية لسكان جبل المعادي بجازان، وتوجيهه بتسيير جسر جوي، أسهم في تخفيف معاناتهم مع نقص المواد الغذائية، مازال مسلسل معاناة الأهالي مستمرا، بعد أن تسببت الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة في إغلاق العديد من الطرق، الأمر الذي نتج عنه حرمان ساكنيها من التنقل إلى قرى ومحافظات المنطقة لإسعاف مرضاهم، وحرمان الطلاب والطالبات من الذهاب لمدارسهم. للأسبوع الثالث على التوالي، ما زال سكان قرى المعادي ونيد مغدان وضحى المبان وقرية آل جعران والضروة محتجزين في قراهم. وعلى الرغم من أن سمو ولي العهد وجه وزارة النقل بتوفير أكبر قدر من المعدات لفتح الطرق، حسب تصريح سابق لمدير عام الدفاع المدني بمنطقة جازان العميد حسن القفيلي ل"الوطن"، إلا أنه لا توجد سوى معدتين ليس بمقدورهما إنهاء هذه المعاناة. وفي هذا السياق، بينت المواطنة سعيدة المشيخي أنها اضطرت لقطع مسافة 20 كلم سيراً على الأقدام برفقة زوجها، نظراً لوعورة الطرق بعد الأضرار التي لحقت بها نتيجة الأمطار الأخيرة، حيث داهمها المخاض في قرية "ضحي المبان" بجبل المعادي، وكادت أن تكتب نهايتها بوادي قصي وهي في طريقها لمستشفى فيفا العام لولا العناية الإلهية، ثم مساعدة زوجها لها، حيث كان يحملها بين فينة وأخرى، ليستقر بها الحال في مستشفى فيفا العام، بعد أن أوصلهم أحد مرتادي الوادي عبر سيارته الخاصة، حيث وضعت مولودها يحيى بعد رحلة طويلة مع المعاناة. وأشارت المشيخي، إلى أنها لم تتمكن من العودة إلى مسكنها بعد خروجها من المستشفى، وسكنت مع والدها في منزل عبارة عن "صندقة" بحجن بني أمشيخ، مناشدة المسؤولين سرعة إنهاء معاناة الأهالي مع الانقطاع المتكرر للطريق، وتوفير مستشفى متنقل للحالات الطارئة. أما المواطن علي جابر، الذي يعمل حارساً لمدرسة المعادي الابتدائية، فأشار إلى أنه لم يجد مكانا يؤوي فيه أسرته المكونة من 7 من الأبناء والبنات، بعد أن دمرت الأمطار منزله، إلا أحد فنادق مدينة جازان، مع أنه لم يكن يملك حينها قيمة الفندق، مما دفع موظفي الاستقبال إلى إبلاغ الجهات الأمنية والتي تمكنت من التواصل مع صاحب الفندق لتسوية الخلاف؛ حيث لم يكن من الأخير إلا أن يبادر بإسكانه على حسابه الخاص بعد أن تألم لقصة معاناته وأسرته. إلى ذلك، بين المواطن أحمد جابرالمشيخي، أن وزارة النقل اعتمدت مشروعا لطريق جبل المعادي منذ خمس سنوات بطول 9 كلم، إضافة إلى إنشاء جسرين, إلا أنهم لم يلمسوا ذلك على أرض الواقع، مشيرا إلى أن قرى جبل المعادي بحاجة ماسة لمركز إمارة، يسهم في المطالبة بإيصال الخدمات، ويقف على المشاريع المتعثرة. أما المواطن فرحان المشيخي، فأكد أنه لولا تدخل سمو ولي العهد في إيصال المواد الغذائية لقراهم لكان الأمر كارثيا وهم محتجزون للأسبوع الثالث على التوالي، ولا يستطيعون الوصول إلى قراهم، لافتا إلى أن هناك معدتين لم تستطيعا فتح الطريق حيث يتطلب الأمر مزيداً من المعدات، لافتاً إلى أنه لم يجر حصر أضرار الأمطار بمركز منجد بجبل المعادي. "الوطن" اتصلت بمدير الطرق بجازان المهندس ناصر الحازمي لمعرفة أسباب تعثر مشروع طريق جبل المعادي لمدة خمس سنوات، ومعرفة عدم توفير معدات بقدر كاف, إلا أنه لم يتجاوب مع الاتصالات المتكررة. من جانبه، أرجع رئيس مركز منجد عبدالله المويشر، سبب عدم حصر أضرار قرى جبل المعادي والوقوف على أوضاع المحتجزين، إلى أن الطريق ما زال مغلقاً، مؤكداً أنه في حال انتهاء معدات الطرق من فتحه، ستبدأ لجان الحصر أعمالها وتضاعف جهودها لإنهاء معاناة الأهالي وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم. وأشار إلى أنه تم طلب معدتين من محافظة بني مالك لتسهما في فتح الطرق. أما عن مشروع طريق جبل المعادي، فبين أنه من اختصاص وزارة النقل.