حذرت سوريا الأحد من أنها سترد على أية دولة تعترف رسميًّا بالمجلس الوطني المعارض الذي شكله معارضون سوريون مؤخرًا، ك "إطار موحد للمعارضة السورية" التي تسعى لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وقال وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمر صحافي بثه التليفزيون السوري الأحد: "أي دولة تعترف بالمجلس السوري المعارض سنتخذ منها إجراءات مشددة"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز". يأتي ذلك بعد أن صدر في إسطنبول بتركيا الأحد الماضي البيان التأسيسي لتشكيل "المجلس الوطني السوري" والذي يضم كافة الأطياف السياسية من ليبراليين إلى "الإخوان المسلمين" ولجان التنسيق المحلية وأكراد وآشوريين. ويعد المجلس - الذي تأسس أواخر شهر أغسطس في إسطنبول ونال ترحيبًا من باريس وواشنطن - أوسع تحالف للمعارضة السورية، ويضم في صفوفه 120 شخصية، يعيش نصفهم تقريبًا في سوريا. ويضم المجلس بشكل خاص ممثلين عن الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الديموقراطي، وبسمة قضماني الناطقة الإعلامية وعضو الهيئة الإدارية للمجلس الوطني السوري، ومحمد رياض الشقفة المراقب العام ل "الإخوان المسلمين"، والمفكر عبد الباسط سيدا، وكذلك ممثلين عن الأقليتين الكردية والآشورية. ويخشى النظام السوري من أن يحظى المجلس باعتراف من بعض الدول كممثل شرعي للشعب السوري كما حصل مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، الذي اعترفت به العديد من الدول عقب تشكيله، الأمر الذي مهد لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي. لكن الوضع حتى الآن لا يمثل نموذجًا مشابهًا في ليبيا، في ظل فشل مجلس الأمن في الاتفاق على مشروع قرار لاتخاذ "إجراءات محددة" ضد النظام السوري بعد أن استخدمت روسيا والصين الثلاثاء حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الأوروبي. يذكر أن عدد القتلى في سوريا وبحسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الخميس ارتفع إلى أكثر من 2900 شخص منذ أن انطلقت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام في منتصف مارس.