قضت محكمة إماراتية أمس الأحد ببراءة الشيخ عيسى بن زايد شقيق رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، من تهمة «تعذيب رجل أفغاني»، وفق ما أعلن مكتب محاميه. وقال المحامي حبيب الملا، في تصريحات للوكالة الفرنسية، إن المحكمة «برأت الشيخ عيسى» بعد أن رأت «انتفاء مسؤولية المتهم». وأضاف أن المحكمة «أخذت بدفاعنا حول أن الشيخ عيسى كان تحت تأثير أدوية مخدرة أفقدته وعيه». وقال مسؤول في مكتب المحامي حبيب الملا، في تصريحات للوكالة الألمانية، إن «المحكمة القائمة في مدينة العين أصدرت حكمها اليوم (أمس)، وقد بذلنا جهد كبيرا جدا في هذه القضية، حتى حصلنا على البراءة». كما حكمت المحكمة بتعويض مؤقت للأفغاني بقيمة عشرة آلاف درهم (2700 دولار)، إلا أنه «يمكن أن يرفع دعوى للمطالبة بتعويض كامل» بحسب الملا. وكانت قضية الرجل الأفغاني قد بدأت في شهر أبريل (نيسان) الماضي حين أذاعت محطة أميركية شريط فيديو يظهر أشخاصا يعذبون رجلا في منطقة صحراوية. وقالت محطة «إي بي سي» الأميركية إن «الشيخ عيسى واحد من الذين ظهروا في الشريط، وشارك في الاعتداء على الرجل». وسبق أن اتهم فريق دفاع الشيخ عيسى رجلين متهمين في القضية نفسها كانا يعملان لحساب الشيخ عيسى، بإعطائه أدوية، من دون أن يدري، تسببت في قيامه بأعمال عدوانية من دون وعي. وفي الشهر نفسه أدانت حكومة إمارة أبوظبي ما احتواه شريط الفيديو. وأصدر مكتب حقوق الإنسان بدائرة القضاء في أبوظبي بيانا أكد فيه أنه سيبحث محتوى الشريط، ويعلن النتائج في أقرب فرصة. وأضاف: «لقد كفل دستور دولة الإمارات العربية المتحدة حقوقا أساسية للفرد، ونص على أن جميع الأفراد أمام القانون سواء، وأنه لا تمييز بين المواطنين بسبب الأصل أو الموطن أو العقيدة الدينية أو المركز الاجتماعي». وقال البيان إن «حكومة أبوظبي تشجب صراحةً التصرفات والممارسات التي ظهرت على الشريط». وأشار إلى أن «موضوع شريط الفيديو قد تم تسويته بين طرفي القضية، وأن أيا من الطرفين لم يقم بتوجيه أي تهم جزائية في حق الطرف الآخر. إلا أن المكتب يرى أن الأحداث المصورة على الشريط المذكور تستوجب إجراء مراجعة شاملة لتلك الأحداث لضمان احترام حقوق الإنسان».