أكد مسئول عسكري أمريكي بارز أن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران فاقت تنظيم القاعدة في العراق، محذرًا من أنها باتت تمثل أكبر تهديد لأمن العراق في الوقت الراهن. وقال الناطق باسم الجيش الأمريكي في العراق، العميد جيفري بوكانن، للصحفيين في البنتاجون : إن المليشيات المدعومة من إيران تمثل أكبر تهديد لأمن العراق في الوقت الراهن. وأضاف العميد بوكانن أن تلك الجماعات المدعومة من إيران بالمقاتلين والمال والأسلحة فاقت تنظيم "القاعدة في العراق"، الذي عمل تحت مظلته عدد من الحركات المسلحة في الفترة التي تلت الاحتلال الأمريكي. وتشتبه الإدارة الأمريكية بوقوف تلك الجماعات المدعومة من إيران وراء مصرع جنود أمريكيين في يونيو الماضي، باستخدام أسلحة إيرانية، حمل بعضها تاريخ إنتاج حديث كالعام الماضي، وفق بوكانن. وأضاف أن القادة العراقيين مدركون بأن النفوذ الإيراني ربما يشكل تهديداً على بلادهم في الأجل الطويل، وأنهم دعوا الجمهورية الإيرانية للكف عن التدخل في شؤون البلاد، مشدداً بأن هذا اعتقاده الشخصي. أما فيما يتعلق بالقاعدة، فقال إن عدد مقاتليه يتراوح بين 800 إلى 1000 مسلح مع توقف تسلل المقاتلين عبر الحدود، لافتاً إلى أن التنظيم يعاني من ضائقة مالية وأسس "أعمال مشروعة" لتمويل عملياته. يذكر أن مسؤولين أمريكيين كانوا قد تحدثوا في وقت سابق عن وجود أدلة قوية على استخدام المليشيات الشيعية في العراق لأسلحة إيرانية، لمهاجمة القوات الأمريكية هناك. وفي يوليو الماضي، صرح أحد المسؤولين بأن مواد عثر عليها في أعقاب الهجمات الأخيرة ضد القوات الأمريكية "إيرانية المصدر"، وهو ما يؤكد ما أعلنه الجيش الأمريكي بأن تلك الفصائل المسلحة مدعومة من قبل إيران، وهو ما نفته طهران مراراً. وأوضح المصدر أن الأدلة التي جرى تجميعها، تشير إلى استخدام المليشيات لمواد إيرانية في تصنيع ما يطلق عليه "إيرامز" IRAMS، وهي علب معدنية محشوة بالمتفجرات وتطلق بالصواريخ، يعتقد أنها بالإضافة إلى القذائف الخارقة للدروع، تسببتا في إيقاع غالبية القتلى بين صفوف القوات الأمريكية في الأشهر الأخيرة. وأقر المصدر بأن الأسلحة ربما يجري تجميعها وتصنيعها في مكان آخر، إلا أنه جزم بأن "إيرامز" ممهورة بتوقيع مليشيا "كتائب حزب الله"، وهو فصيل "يتلقى التمويل والتدريب من إيران". وعقبها، شدد وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، بأن العراق بحاجة لاتخاذ إجراءات صارمة بحق فصائل مسلحة تستهدف القوات الأمريكية المنتشرة هناك بأسلحة إيرانية. يأتي هذا فيما تواصل بغداد وواشنطن مباحثات، غير رسمية، بشأن بقاء قوات أمريكية بالعراق لما بعد الموعد المحدد لانسحابها بنهاية العام الحالي، بحسب الاتفاق الأمني الموقع بين الطرفين. ومن المقرر أن تنسحب القوات الأمريكية من العراق نهاية 2011، غير أن الطرفين يدرسان إمكانية إبقاء بعض القوات لفترة إضافية. ولدى الولاياتالمتحدة في العراق اليوم أكثر من 46 ألف جندي، علماً أنها كانت قد نشرت في ذروة العمليات العسكرية في ذلك البلد عام 2007 ما يفوق 170 ألف جندي.