حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار وباء الكوليرا بشكل واسع بين ضحايا الصومال النازحين إلى العاصمة مقديشو والتي ازدحم فيها خلال شهر واحد مائة ألف لاجئ جديد. وقال مايكل ياو مستشار الصحة العامة في المنظمة للصحفيين: "إن المخاوف هنا تكمن في الحالات الأساسية من الإصابة بالكوليرا، وهي مرتبطة بالماء والنظافة. وحركة النزوح تزيد من خطر انتشار المرض، ونحن نخشى ذلك". وتقول المنظمة: إن انتشار الكوليرا تأكد في مناطق عديدة من مقديشو، وهي ترى نزوح السكان عاملا يضاعف مخاطر انتشار المرض المعدي. وقال المتحدث باسمها طارق جاساريفيتش إن الظروف مساعدة تماما على انتشار المرض وقال الناطق باسم المنظمة في جنيف: إن نحو 4272 حالة إسهال شديد سجلت منذ بداية العام في مستشفى بنادير وحده، وسبّبت وفاة 181 طفلا أعمارهم دون الخامسة، وهو معدلٌ يفوق معدلات السنة الماضية بضعفين أو ثلاثة". وتحدث صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) عن مليونيْ طفل في القرن الأفريقي يعانون سوء التغذية الحاد، ربعهم معرض للموت إن لم تصل المساعدات خلال بضعة أسابيع. وقالت ماريكسي ميركادو الناطقة باسم يونيسيف: إن الأمر يتعلق أساسا بمشكل البقاء على قيد الحياة لأن الأطفال الذي يعانون سوء التغذية تصبح حصانتهم أمام الكوليرا ضعيفة. وكان مسئولون دوليون قد حذروا الأربعاء من أن الوضع الإنساني في الصومال بلغ حدا مأساويا وقالوا إن 13 طفلا دون الخامسة يموتون يوميا، أي أن عُشر أطفال البلد سيموتون خلال 77 يوما. واتهم البرنامج الشهر الماضي ومعه الولاياتالمتحدة حركة الشباب المجاهدين بتأزيم الوضع الإنساني بمنعها منظمات الغوث الغربي من العمل، لكن التنظيم ينفي أصلا وجود مجاعة، ويتحدث عن دوافع سياسية وراء إعلانها. فيما رفض برنامج الغذاء التصريح بأسماء المناطق الجديدة التي أصبح يصل إليها بعد انسحاب الحركة من العاصمة خشية استهدافها على حد قوله. وسيكون ضخ مزيد من الأموال على طاولة البحث في لقاء الثلاثاء تعقده في إسطنبول اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية .