كشفت دراسة أجرتها المحاضر بقسم المناهج، و طرق تدريس العلوم بجامعة الملك خالد الأستاذة أزهار صالح عبد الهادي الشمراني عن فشل الطرق التقليدية في تدريس مادة الكيمياء على التحصيل، وتنمية الإتجاة نحو المادة لدى الطالبات, وفعالية إستخدام المدخل المنظومي لتدريس المادة . وأجريت الدراسة على عينة بحث عشوائية مكونة من( 60 ) طالبة بالصف الأول ثانوي, حيث تم تقسيم العينة إلى مجموعتين الأولى تجريبية ( 30 طالبة )، والثانية ضابطة ( 30 طالبة )، كما أختيرت وحدة " المادة - تركيب الذرة " , وتم إعداداها للتدريس بإستخدام المدخل المضموني . وفي دراسة إستطلاعية قامت بها الباحثة , أعدت خلالها اختباراً تحصيلياً في وحدة "المادة - تركيب الذرة" , في مقرر الكيمياء للفصل الدراسي الأول , كما أعدت مقياساً لاتجاه طالبات الصف الأول ثانوي نحو الكيمياء , وتم تطبيقها على عينة مكونة من ( 30 ) طالبة بالصف الأول ثانوي بمدرسة الثانوية العاشرة بأبها , أتضح من خلالها تدني تحصيل الطالبات حيث بلغت نسبة من حصلن على ضعيف 50 % , كما أن 70 % من الطالبات لديهن إتجاهاً سلبياً نحو الكيمياء. ووفقاً للدراسة فقد أظهرت نتائج دراسات سابقة أن تدريس الكيمياء في المرحلة الثانوية لا يزال متمركزاً حول تزويد الطلاب بالمعلومات , و حشو أذهانهم بأكبر قدر ممكن منها، وكثيراً ما يتعلم الطلاب المعلومات على نحو غير وظيفي , يعتمد إلى حد كبير على الحفظ الآلي، والاستظهار بدون إدراك كاف لمعانيها , ومن ثم يصعب على الطلاب الفهم السليم لها . كما بينت الدراسة أن المدخل المنظومي يهدف إلى تفعيل التعليم النشط، والتعاوني داخل فصول المدرسة، و جعل المواد العلمية مواد جذب للطلاب , بالإضافة إلى تنمية القدرة على التفكير المنظومي لديهم , ومساعدتهم على التعلم بشكل له معنى بالإضافة على تنمية القدرة على التحليل، والتركيب وصولاً إلى الإبداع , و تنشئة جيل قادر على التفاعل الإيجابي مع النظم البيئية، والإجتماعية التي يعيش فيها , مع تكوين بيئة صالحة للتعلم، والتعليم داخل الفصول. وأعتبرت الباحثة أن من الصعوبات التي تحول دون إستخدام المدخل المنظومي , عدم وجود دليل للمعلم يساعد على إستخدام المدخل المنظومي, مع قلة خبرة المعلمين التي من الممكن أن تمكنهم من استخدام استراتيجية المدخل المنظومي , بالإضافة إلى عدم تعود الطلاب، وتدريبهم على الإستراتيجية . وكشفت الدراسة عن مميزات التدريس المنظومي حيث أنه يهتم بالمتعلم، وينظر إليه على أنه محور العملية التعليمية , كما أنه يهدف إلى تحقيق الجودة الكاملة للتعليم , ويسهم في تطوير العملية، وتحسين نوعية التدريس, وتحويل إعتماد الدارسين على الحفظ والاستظهار إلى الفهم، والتطبيق، والتحليل، والتفسير والتقويم, كما يسهم في ترابط الخبرات السابقة مع الخبرات اللاحقة منظومياً، كما يراعي الفروق الفردية بين الطلاب، و ينمي عمليات التفكير، و المهاره , و يزيد من فرص نجاح المعلم في تعليم المادة التعليمية, كما يعمل على تنمية المهارات المعرفية , ويواكب النظريات الحديثة في التربية . ووفقاً للدراسة فإن المدخل المنظومي من المداخل الحديثة لتدريس الكيمياء , حيث تتم دراسة المفاهيم، أوالموضوعات من خلال منظومة متكاملة تتضح فيها كل العلاقات بين أي موضوع أو مفهوم، وغيره من الموضوعات، والمفاهيم, مما يجعل الطالب قادر على ربط ما سبق دراسته مع ما سوف يدرسه في أي مرحلة من مراحل الدراسة ، خلال خطة محددة لإعداده وفقاً لمنهج معين . كما توصلت نتائج الدراسة إلى أن هناك أثر إيجابي، ومرتفع للمدخل المنظومي في تحسين تحصيل الطالبات الدراسي في الكيمياء, وأن لتدريس الكيمياء بإستخدام المدخل المنظومي فعالية مقبولة علمياً في التحصيل الدراسي، وفي تنمية الإتجاة نحو الكيمياء لدى طالبات الصف الأول ثانوي , كما توصلت النتائج إلى أن هناك ارتباط (دال) بين الاتجاة، والتحصيل قبل استخدام المدخل المنظومي، وبعد استخدامه أيضاً . وأوضحت الدراسة على ضرورة تدريب معلمات الكيمياء، ومشرفاتها على استخدام المدخل المنظومي في تخطيط، وتنفيذ الدروس، وتشجيع الطالبات على استدعاء المعلومات, كما أوصت بتوعية المعلمات على استخدامه في تدريس العلوم كافة، والكيمياء خاصة , وتنظيم محتوى منهج الكيمياء في ضوء المدخل المنظومي, وتضمين أنشطة مفتوحة النهاية من قبل المعلمة عند التخطيط للدروس بهدف تشجيع الطالبات على ربط المفاهيم الكيميائية في صورة منظومية, وإنشاء مواقع إلكترونية معتمدة تتضمن أهم التطورات المحلية، والعالمية في مجال تعليم و تعلم الكيمياء ،والأبحاث المتعلقة بها .