شدد مدير عام التربية والتعليم بعسير بالإنابة ، محمد عريدان ، على ضرورة بذل كافة الجهود في الميدان التربوي وتوظيف كافة الطاقات لخدمة اللغة العربية ، وتعزيز وجودها في حياة الطلاب ، داخل المدارس وخارجها ، لا سيما في ظل الثورة التقنية الحاصلة في العالم اليوم ، والضرر الذي ألحقته بلغة الجيل الحالي ،وأوضح عريدان في كلمة ألقاها في يوم الاحتفال باليوم العالمي لغة العربية ببيت الطالب بأبها أمس ، أن اللغة العربية هي اللغة الأم واللغة التي شرف الله الأمة بها وحفظها إلى يوم القيامة بحفظه كتابه الكريم ،وأضاف : أنا على ثقة في جميع مؤسسات الدولة الثقافية والتربوية، بأنها ستقدم لنا ما يخدم هذه اللغة الخالدة ، وما يجعلها تظهر في أجمل حلة ، من خلال الأطروحات والمقترحات النافعة التي تخدم اللغة وترتقي بأبنائها وبناتها، ليكونوا هم الجيل الذي يعتز بلغتهم ويحفظها للأجيال القادمة . وكانت إدارة التربية والتعليم بعسير ممثلة في قسم اللغة العربية،قد أقامت احتفالا صباح أمس بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية ، استضافت خلاله عدداً من القيادات التربوية والتعليمية ، والطلاب والطالبات ، فيما أقيمت ندوة بعنوان " اللغة العربية " لكل من الدكتور حسين الزراعي ، أستاذ اللغة المشارك بجامعة الملك خالد بأبها ،و المعلمة فايزة القرني من متوسطة الرونة، حيث تحدث الزراعي عن تاريخ اللغة العربية ومكانتها بين لغات العالم القديمة، وكيف احتلت مكانتها إلى اليوم من بين تلك اللغات ، وأكد الزراعي ،أن اللغة العربية لغة نسخت جميع اللغات ،لأنها لغة القرآن الكريم وهو الكتاب السماوي الذي نسخ جميع الكتب السماوية التي قبله . وفي تعليق على مداخلة من عدد من الحضور ، ذكر الزراعي أن اللغة العربية تشتمل على مليوني مادة لغوية، بينما اللغة الانجليزية واللغة الفرنسية مجتمعتان، لا تشتملان إلا على أربعمائة ألف مادة فقط ، في إشارة إلى أن اللغة العربية قادرة على استيعاب متطلبات العصر وأنها اللغة الأثرى والأغنى على مستوى العالم . وأضاف الزراعي أن مشكلة اللغة العربية ليست في مادتها ، ولكن ما يحدث الآن من عدم مواكبة اللغة العربية لمصطلحات ترد في لغات أخرى مثل اللغة الانجليزية ، إنما هو ضعف في تمويل مراكز التعريب في البلدان العربية التي تشمل مجامع وجامعات تعنى باللغة ، في ظل التطور التقني الهائل في الدول الغربية المتفوقة صناعياً. وطالب الزراعي أن تقوم الدول العربية بتمويل المشاريع التي تعنى باللغة العربية ودعهما ، لتواكب التطور التقني الحاصل في العالم ، وتخرج من الظلم الإعلامي الذي يمارس بحقها واتهامها بأنها لغة لا تفي بمتطلبات العصر . وأوصى الزراعي بضرورة التركيز على الطفل في السنوات الأولى من التعليم الابتدائي، ومرحلة الروض، بإثراء حصيلته اللغوية من خلال القرآن الكريم والحديث الشريف، والشعر ، وضورة تضمين مقررات " لغتي " ب 1000 مفردة لغوية، وليس 50 فقط، ، وضرورة التحدث مع الوافدين بلغة ولهجة معتدلة. كما قدمت المعلمة فايزة القرني من متوسطة القرني ورقة عمل استعرضت من خلالها التجربة الميدانية التي خاضتها في الميدان التربوي ، كمعلمة للغة العربية ، وعن الدور المنوط بمعلمي ومعلمات اللغة العربية، في الحفاظ على اللغة وإيصالها للجيل في قوالب تربوية تعليمية مميزة ، لا سيما في ظل النقلة النوعية للمنهاج المطورة التي أعدتها الوزارة ممثلة في مناهج لغتي للمرحلتين الابتدائية ، والمتوسطة. وقبل الختام أحيا كل من الشاعر أحمد العمري ، والشاعر إبراهيم معدي عسيري ، والشاعر زايد محمد كناني ، أصبوحة شعرية تغنى فيها الشعراء باللغة العربية ، وحلقوا بالحضور في سماء لإبداع الشعري . كما قدمت الطالبة مرام محمد عسيري ، قصيدة بهذه المناسبة، قبل أن يقوم مدير عام التربية والتعليم بالإنابة محمد عريدان ،بتكريم المشاركين في الاحتفال، والمدارس المشاركة بحضور المساعد للشؤون التعليمية الدكتور سعد آل غنوم، ورئيس قسم اللغة العربية يحيى العلكمي يذكر أن المساعد للشؤون التعليمية " بنات" فاطمة لاحق ، شهدت الفعالية ذاتها في قطاع تعليم البنات أمس .