يؤمن رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان بأن تفعيل الأنظمة وتوزيع المهام وفق المعمول به دوليا، هو المخلص للرياضة السعودية من تراكم الأخطاء والفوضى التي تسببت في تعطيلها عن تحقيق طموحاتها المأمولة، ويرى أن لجنة الاحتراف تحديدا تحتاج إلى أن تتفرغ لسن اللوائح وتشريع القوانين، وتفريغها لذلك بعيدا عن الدخول في قضايا الشكاوى وفض المنازعات كما يحدث معها الآن، إذ يفترض أن لا يكون لها صلة مباشرة بها كما يقول أسوة بما يعمل به في الدول المحترفة رياضيا. وأحدث توليه قيادة لجنة الاحتراف في اتحاد القدم تباينا في ردود الفعل حول قدرته على النجاح نتيجة ميوله من جهة وللظروف التي كانت عليها اللجنة من جهة أخرى، ورغم الإشادات التي تلقاها حول شفافيته ودقته في المرحلة القليلة الماضية لكنه لا يتوقع استمراره فترة أخرى على رأس لجنته لصرامته في تطبيق قوانين التي كما يقول لا تروق للكثير من رؤساء الأندية الذين حمل عددا منهم مسؤولية الأزمات التي عصفت بأنديتهم في الآونة الأخيرة. وفي حديثه الشفاف ل«عكاظ» يزف البرقان إلى لاعبي الأندية خبرا عن قرب أحقيتهم للتسجيل في التأمينات الاجتماعية، وتطبيق آلية تضمن استلام رواتبهم في مواعيدها وتقضي على التلاعب والإهمال فضلا عن خطوات من شأنها ضبط أسعار الصفقات، تطالعون تفاصيلها في السطور التالية: وصفت مهمتك بالشاقة وانقسم الرياضيون على توليك المهمة، كيف تعاطيت مع ذلك وأنت تقود العمل في لجنة الاحتراف؟ هذه الأمور طبيعية ورضا جميع الناس غاية لا تدرك لكن البوادر إيجابية، حجم العمل الذي نقدمه كبير لكننا نتفهمه جيدا ببساطة لأننا أبناء هذه المهنة أو كما يقولون «أولاد كار»، جميع أعضاء اللجنة بمن فيهم أنا جئنا من داخل الأندية وجميعنا كنا ندير الاحتراف فيها، وهذا منحنا تصورا تصل بنسبته 90% عن ما يدور على الساحة، نحن نحمل العديد من الأفكار والمقترحات لمعالجة العديد من الإشكاليات التي تعاني منها المنظومة الاحترافية داخل الأندية، وإن كانت الديون العالية والمبالغ فيها تقلقنا نوعا ما. وما هي أكبر المعضلات التي واجهتكم حتى الآن؟ هناك معضلة لا أعرف كيف كان أعضاء اللجنة السابقة يتعاملون معها، وتتمثل في أن لجنة الاحتراف معروفة في الأنظمة والاتحادات بأنها جهة تشريعية تقوم بإصدار اللوائح والأنظمة لا علاقة لها بتنفيذها على اعتبار أن هناك جهة قضائية وهي غرفة فض المنازعات التي تقوم بمراقبة تطبيق لائحة الاحتراف وتنفيذ العقود المبرمة وإلزام الأطراف المتعاقدين بتنفيذها، وهو عكس ما يتم هنا إذ أن لجنة الاحتراف لدينا تقوم بدور مزدوج فهي تشرع النظام وتقوم بتنفيذه ومراقبته وهذا من أكبر الأخطاء الموجودة سابقا، وهذا ليس بدورها وإنما دورنا الحقيقي هو إصدار اللوائح والتوجيه والتوعية، لذا نحن في لجنة الاحتراف ننتظر إنشاء غرفة فض المنازعات التي يعمل الاتحاد السعودي حاليا على إنشائها لتخفيف الحمل، حتى نتمكن من القيام بدورنا على النحو الاحترافي الجيد حيث إن ازدواج الأدوار أدى إلى خلل كبير في العمل باللجنة، وبالتالي فإن الموسم المقبل وبعد إصدار اللائحة الجديدة لن يكون لنا دور في فض النزاعات وربما تمر فترات طويلة ولا تسمع شيئا عن لجنة الاحتراف، بل حتى ال140 شكوى التي أعلن عنها يفترض أن لا نقوم بتنفيذ عقوبتها، وبالمناسبة نحن رشحنا عضو اللجنة إلى الاتحاد الدولي «فيفا» وقام بدوره بترشيحه ليكون عضوا في غرفة فض المنازعات بالاتحاد الدولي وهذا تأكيد على أن الكوادر السعودية مؤهلة وقادرة على تقديم أعمال قوية ومميزة وبإمكانيات عالية جدا. تقنين أجور اللاعبين والوكلاء أعلنتم عن توجه بإصدار لائحة احترافية جديدة، إلى أين وصلتم بشأنها؟ هناك ورش عمل وزيارات للعديد من الاتحادات العالمية وقمنا بالاطلاع على عدد كبير من التجارب من أجل إصدار لائحة جديدة تختلف كليا عن اللائحة الموجودة، ونحن بصدد إصدار اللائحة التي نتطلع أن تكون متوافقة مع لوائح الفيفا، وأحب أن أنوه هنا بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم سوف يصدر لائحة جديدة بعد مونديال كأس العالم بالبرازيل وبالتالي أيضا اللائحة الجديدة قابلة لتعديل، بالإضافة إلى أن هناك إصدارا جديدا للائحة وكلاء اللاعبين فهناك العديد من الملاحظات على اللائحة السابقة فليس من المعقول أن تكون عمولة الوكيل على النادي وبشكل مفتوح قد تصل في بعض العقود إلى 30% وهذا أمر مزعج جدا. ما هي أبرز محاورها والاختلافات فيها؟ ركزت اللجنة على الجوانب المتعلقة بالاحتراف وأبرزها مسألة العقود وفتراتها، وتم وضع بنود متوافقة مع أنظمة الفيفا حيث ستتم معالجة كل الأخطاء السابقة ولاسيما بعدما عالجنا كافة الأخطاء التي كانت في اللائحة السابقة، ومن ذلك تحديد سقف أجور اللاعبين ما بين 8 آلاف ريال إلى 100 ألف ريال في الشهر تشمل مقدم العقد وبدل المواصلات والسكن وأن أي ناد يرغب في منح لاعب مبالغ أعلى عليه أن يقدمها له بشيكات مصدقة بعيدا عن عقد الاحتراف، لأن العديد من رؤساء الأندية يوقعون عقودا مبالغا فيها تورط النادي في ديون عالية ولن تنظر في أي شكوى للمبالغ الأعلى من ذلك، بمعنى أن أفضل لاعب سعودي لا تتجاوز قيمة عقده مليونا 200 ألف ريال في الموسم الواحد. كما أن اللائحة سوف تعمل على تطبيق نظام تحويل رواتب المحترفين للبنك ولا يمكن قبول مسيرات الرواتب الموقعة، وقد تمت مخاطبة 400 لاعب محترف لدينا بأهمية التحويل البنكي لضمان حقه كما حذرناهم من التوقيع على المسيرات ما لم يستلم حقه كاملا، لأن اللاعب حين يوقع على مسير لا يحق له بالمطالبة لاحقا. كما أننا سنقوم بتطبيق شرط فسخ عقد اللاعب في حالة عدم استلامه لراتب ثلاثة أشهر ويحق له الانتقال لأي ناد دون الرجوع لناديه. تفسير اللوائح وهل ستطلعون الأندية على تلك التفاصيل؟ سنقوم بإصدار لائحة تفسيرية هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، فبرغم أن العديد من الدول العربية والخليجية تعمل بنظام احترافي عال إلا أنها لا تقوم بإعداد لائحة تفسيرية وهي خطوة تحسب لأعضاء لجنة الاحتراف السعودية. وسنعمل على تطوير لائحة وكلاء لاعبين حيث اكتشفنا أن العديد من الإشكاليات التي تعاني منها الأندية، تتمثل في موقف وكيل اللاعبين إذ للأسف هناك عقود تم توقيعها وتحميل النادي عمولة الوكيل بنسب عالية مما تسببت في ارتفاع معدل الديون على الأندية وهذا مخالف للنظام، لذا سوف تشمل اللائحة الجديدة بأن عمولة الوكيل على اللاعب وليس على النادي ولا تتجاوز 10% وأي عقد يتم فيه تحميل النادي عمولة الوكيل سوف يتم مصادرتها لصالح صندوق الاتحاد السعودي لكرة القدم كما سوف يتم توضيح أحقية الوكيل بالعمولة وربطها بالجهد الذي سيبذله في العقد فإذا كان للوكيل دور مباشر في إحضار العرض أو إقناع الإدارة فيستحق العمولة عدا ذلك فليس من الضروري أن يكون للوكيل عمولة طالما لم يكن له دور في ذلك، وبالنسبة للاعب الذي يوقع مع ناديه أو يجدد عقده فلا يحق لوكيل الأعمال أي عمولة مشددا على أن من أهم شروط اللائحة الجديدة أن يكون وكيل الأعمال سعوديا، بمعنى يجب أن يوقع اللاعب السعودي مع وكيل أعمال سعودي ولا تعترف لجنة الاحتراف بوكلاء غير سعوديين وأن أي وكيل أعمال غير سعودي يستطيع أن يتفاوض مع الأندية بصفة مباشرة، وللأسف هناك العديد من الإداريين بالأندية ليسوا وكلاء بل متعاونين مع مكاتب غير سعودية ويفاوضون بأسمائهم وهم في الحقيقة غير وكلاء وبالتالي لن يكون هناك إلا وكلاء سعوديين. لكن هناك العديد من اللاعبين موقعين مع وكلاء غير سعوديين وأنظمة الفيفا لا تمنع.. ما تعليقك؟ نعم النظام يسمح، ولكن نحن نريد أن نميز اللاعب السعودي. ولكن قائد الأهلي تيسير الجاسم مثلا، وكيل أعماله مكتب تركي بالتعاون مع فهر الطيب ماذا ستفعلون معه؟ لا يوجد لتيسير الجاسم وكيل، وفهر الطيب ليس وكيلا للاعبين وإذا كان اللاعب يوقع مع ناديه فأعتقد أنه لا يحتاج إلى وكيل وهذا النظام معمول به في فرنسا، وله إيجابيات كثيرة على اللاعب والوكيل لأن معظم اللاعبين يشتكون من عدم تواصلهم مع وكلائهم بالتالي أنت مضطر أن تجبر الوكيل بمكتب موجود وعنوانه واضح نستطيع الوصول إليه. 140 شكوى في 3 أشهر أعلنتم عن 140 شكوى هل هي عن هذه الفترة فقط أم أنها متراكمة من الفترات السابقة؟ 140 شكوى هي حصيلة الفترة الحالية ولا لها علاقة بالشكاوى السابقة، وبالمناسبة هي لا تمنع مشاركة اللاعبين الأجانب بل تمنع التسجيل فقط. هددتم الأندية بالحرمان وعدم التسجيل في حال لم تحل الشكاوى، ومع ذلك تم السماح لهم.. ما تعليقكم؟ في الفترة السابقة لا أستطيع أن أتحدث عنها ولكن في فترتي لن يتمكن أي ناد مهما كان كبيرا أو صغيرا صاحب نفوذ أو لا من تسجيل اللاعبين ما لم يتمكن من تسديد الشكاوى التي عليه وإحضار مخالصات مع المشتكين ولا يمكن أن نقبل خطابات الأندية التي تطالب بخصم المبالغ من حقوقها لدى الاتحاد السعودي أو رابطة دوري المحترفين ما لم يتم إحضار موافقة خطية من الطرف المشتكي لذا أنصح اللاعبين بعدم التوقيع على أي خطابات ما لم يضمنوا حقوقهم لأنه في حالة توقيعهم يصبح كل مسؤول عن نفسه، نحن متشددون في مسألة تطبيق النظام برغم أنه ليس من اختصاصنا لذا أتوقع أنني لن أنجح في الانتخابات المقبلة إذ لن تقوم الأندية بترشيحي مرة أخرى لتمسكي بتطبيق النظام. هناك من انتقد تغريدات البرقان والرد على كل صغيرة وكبيرة.. ما رأيكم؟ لم يكن لي حساب في تويتر إلا بعدما أصبحت رئيس لجنة الاحتراف وبالتالي أنا حريص على إيصال المعلومة الصحيحة والعمل بشفافية أكثر والرد على كل الاستفسارات بالتالي هذا المنبر الإعلامي يعد البوابة الإعلامية للجنة وأنا المتحدث الرسمي لها والحمد لله من خلال تويتر استطعنا أن نعالج العديد من الإشكاليات. هناك استفسارات طلبها نادي الاتحاد ولم ترد عليها.. ما قولك؟ غير صحيح، وقد سألني قبلك أحمد عيد فقلت له كل المخاطبات التي بعثتها إدارة الاتحاد تم الرد عليها وإذا كان هناك خطاب لم أرد عليه فعلى إدارة الاتحاد أن تظهر رقمه وتاريخه التي بعثت به. وماذا عن موضوع أسامة المولد؟ أسامة لديه عقد مع الاتحاد حتى نهاية 2015 وسبق أن أعلنت عن ذلك، ولكن بعدما تقدم وكيل أعماله بإقرار على إدارة النادي تمت إحالة الموضوع لشخص قانوني باللجنة لدراسة الحالة. وماذا عن القضايا الخارجية؟ لا علاقة لنا بها فالتعامل يكون مع الاتحاد السعودي لكرة القدم بصورة مباشرة. ماذا يعني لك أن ناديي الفتح والشعلة لا شكاوى عليهما؟ إدارتان تعرفان ماذا تعملان، فإدارة الشعلة على سبيل المثال بحكم التجربة لا تصرف إلا وفق ميزانياتها وهي أمانة تستحق الإشادة، ونادي الفتح لديه إدارة محنكة ومدير احتراف مميز مثل خالد السعود. ما هو الجديد بشان مهنة اللاعب؟ تحصل الاتحاد السعودي لكرة القدم على موافقة وزارة الداخلية للاعتراف بمهنة اللاعب المحترف وتم تشكيل لجان من الاتحاد السعودي للاجتماع مع الوزارة وسوف يتم إطلاعهم على عقود اللاعبين ثم يتم إدخالها الحاسب الآلي في وزارة العمل وتسجيلها في بطاقة الأحوال المدنية وجواز السفر ومن ثم الاتجاه إلى التأمينات الاجتماعية لضمان مستقبل اللاعبين وهذي خطوة للأمام في الاحتراف والاعتراف به كما تساعد على اطمئنان اللاعب على مستقبله بشكل أكبر.