بقلم / علي بن حسن بن سالم قرية النجاد الأثرية إحدى قرى آل سعيدي من قبيلة علكم عسير والتي تتربع على جزء كبير من الجانب الشرقي لجبل تهلل الشهير، منذ 40 عاما هُجرت القرية القديمة لانتقال أغلب الأهالي إلى مساكنهم الجديدة وانتقال الصلاة إلى المسجد الجديد، ويُحتمل أنه قد خطر على بال بعض الأهالي أن يطور القرية أو يجملها أو يبعث فيها الحياة من جديد.. ولكن تقف الصعوبات الاجتماعية والنظامية والاقتصادية حائلاً دون ذلك. وقد تكون فكرة بسيطة تخطر على بال أحدنا وينفذها فتصبح مشروعا عملاقاً، فبدأت أنسنة قرية النجاد بمبادرة قادها سمو أمير المنطقة تركي بن طلال بن عبد العزيز عندما وجه توجيهاً مباشراً لأمانة عسير بإضاءة القرية ضمن حوالي 80 قرية تمت إضاءتها في منطقة عسير من بين أكثر من 4000 قرية أثرية. نتج عن هذا التوجيه الكريم أن انبعثت الروح من جديد في القرية وسكانها وبدأوا يتذكرون ماضيهم ويرون في جدران القرية وأزقتها (سددها) وجوهاً قد فارقت الدنيا بجسدها، ولكن أرواحهم لا زالت في تلك الأركان والزوايا عبر مواقفهم التي سطروها في حياتهم الدنيا مع أقاربهم وجيرانهم في القرية. ويستمر مشروع الأنسنة وبطل الحكاية هو قائد المسيرة سمو أمير المنطقة عندما اختار قرية النجاد أن تكون ضمن خمس قرى لإقامة فعاليات روح السعودية بإشراف من المركز الوطني للفعاليات ووزارة السياحة، وهنا لم يخذله أبناء القرية؛ بل أنهم شمروا عن سواعدهم وقالوا نحن لها ووضعوا أيديهم في يد الشركة المنفذة وبدأوا في التنظيم والتخطيط؛ لكي تكون الفعالية قريبة من النجاح، فبذلوا من أوقاتهم وأموالهم لإنجاح هذه الفعالية وكانوا على قدرٍ كبيرٍ من المسؤولية في مواجهة التحديات وكان النجاح حليفهم. وتستمر أنسنة القرية فيصدر توجيه أمير منطقة عسير حفظه الله للأمانة بضرورة تهيئة الطريق المحيط بالقرية وهو طريق قديم لا يتجاوز طوله 500 متر يحيط بالقرية من شرقها إلى غربها مروراً بجنوبها وهو طريق للمشاة وتكون تهيئته وفقاً لمعايير المشهد الحضري من رصف وإنارة مما سيسهم -بعد إنجازه- في زيادة جذب الزوار؛ لكي يتنزهوا في ثنايا هذه القرية التراثية القديمة. وهنا نقول بأنه لو لم نبدأ في التكاتف مع بعضنا البعض ونتلقى توجيهات أمير المنطقة بقبول حسن وسواعد مشمرة ونية خالصة لتحقيق المصلحة العامة لما وصلنا إلى هذه المرحلة التي تعتبر الخطوة الأولى في أنسنة قرية النجاد التراثية ضمن مشروع كبير لأنسنة القرى التراثية في منطقة عسير؛ تقوده هيئة تطوير عسير فشكراً لسمو أمير منطقة عسير، وشكراً لكل الرجال المخلصين من أبناء القرية الذين تفاعلوا وحضروا وشاركوا مما سينعكس إيجاباً على الإنسان والمكان، وشكراً لجميع من زارنا واستمتع معنا بالفعالية وأسهم باقتراحاته في تجويدها، وشكراً لمن دعمنا من أبناء القبيلة وأبناء القرى المجاورة وشاركونا فرحتنا بوضع أقدامنا على بداية الطريق الطويل لتطوير قرية النجاد.