بقلم أ/خالدبن محمد الأنصاري تعد المناسبات الموسمية كالأعياد والإجازات والأفراح فرصة لنشر الحب بين فئات المجتمع، وبث ثقافة التسامح والتغاضي، ونبذ الإحن والتباغض والشحناء، ولا سيما بين الأقارب والأسر، والحرص على مخالطتهم في أفراحهم ومناسباتهم والصبر على أذاهم لقوله صلى الله عليه وسلم : «المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم». وفي مخالطتهم ما يقرب النفوس ، ويزيل الضغائن ، ويكون سببًا للمحبة والوئام وصلة للرحم؛ التي أمرنا بصلتها وعدم قطعها في قوله تعالى : ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ . وقد ثبت من حديث عبد*الله*بن سلام رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفشوا السلام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - «إنّ الرّحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله». والمتأمل لأحوال بعض الأسر في هذه الأيام، يجد نفورًا فيما بينها، وذلك يعود لضعف الوازع الدّيني والثّقافي أو لأسباب مادية أو معنوية، وينبغي على العقلاء تجنب أسباب القطيعة لقوله صلى الله عليه وسلم : «لا يدخل الجنّة قاطع»: أخفض جناحك للقرابة والقهم بتودد وأغفر لهم إن أذنبوا وصل الكرام فإنّ ظفرت بزلة فاصفح عنهم والتجاوز أقربُ وينبغي أن نحرص في هذه المناسبة الغالية والمسلمون جميعًا يعيشون الفرحة بعيد الأضحى المبارك على إصلاح ذات البين ونشر ثقافة الحب والتسامح لبقاء أواصر المودة والأخوة بين المسلمين، مرددين مع أبي البقاء الرّندي قوله: ماذا التقاطع في الإسلام بينكموا وأنتموا يا عباد الله إخوانُ ألا نفوس أبيات لها هممٌ* أما على الخير أنصارٌ وأعوانُ لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ