لا يوجد طريق بلا عقبات، كما لايوجد طريق مسدودة، إنما يوجد أمل وعمل، أمل مشرق بكل فأل، وعمل يفتح آفاق الحياة، ويزيل من الطريق المسدودة كل العقبات.. لا تذهبوا بعيدًا لتستنطقوا التاريخ، وتأملوا واقعكم القريب.. أيها القراءة: عقبات الطريق تحتاج إلى سند نعود إليه كلما داهمنا اليأس، وبدأت تدب في جنباتنا عواصف الحياة.. ما دامَ لي خالقٌ باللُّطفِ يغمُرُني فما الذي بعد لُطفِ اللهِ أخشاه؟ عقبات الطريق: واجهها قبلنا عظماءُ التاريخ، فكانوا مع مرور الزمن أعظم من يتصدى لها.. بعض الأمورِ وإن تبدو كنازلةٍ يُخبّئُ الله فيها أعظمَ الفرَجِ سجن نبي الله يوسف عليه السلام ومعه شابان آخران وكان يوسف الأجمل منهما قلبًا وقالبًا، ومع ذلك أخرجهما الله قبله، وبقي هو في السجن بعدَهما بضع سنين. الأول : خرج ليُصبح خادما. والاخر : خرج ليُقتل. ويوسف عليه السلام خرج بعد زمن ليصبح عزيز مصر ! قد تتأخر الأماني لتكثُر العطايا. القارئ الكريم: متى ما آمنا بوجود العقبة، دفعنا ذلك للإيمان بزوالها، ولن تزول ونحن متواكلون، إنما متوكلون، نعمل بكل أمل، جاعلين نصب أعيننا أن مع العسر يسرا.. ألا ترون معي أن العقبات كثيرة، والأمل واحد..! هذا الأمل يا كرام هو العمل وهو ذلك اليسر الذي لا يُغلب( وهو في ظاهره واحد؛ لكنه في حقيقته عدة أمور متلازمة) هو الأمل، والحياة، والعمل، والتوكل، وفعل كل ما بوسعنا من أسباب، هو في حقيقته عون من الله تعالى وكفى: إِذا لَم يَكُن عَونٌ مِنَ اللَهِ للِفَتى فَأَكثَرُ ما يَجني عَلَيهِ اِجتِهادُهُ إن من أعظم ما يتجاوز به العبد المؤمن عقبات الطريق التي تعيقه عن الوصول، الثِّقةُ باللهِ تعالى فقد شقَّتْ لمُوسى عليه السلام البحرَ وبرَّدتِ النَّارَ على ابراهيمَ الخليل عليه السلام ، فهذهِ الثِّقةُ باللهِ لا يذوقُ حلاوتَها إلَّا مَنْ عرفَ اللهَ فما أعظم ثقة المؤمن بربه عزوجل. وكذلك ملازمة السنة والافتقار إلى الله تعالى كما قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه "الفوائد"(ص 108 ) : ((أقربُ الوسَائل إلى الله : ملازمَةُ السنة ، والوُقُوف مَعَها في الظاهِر والبَاطن ، ودوام الافتِقار إلى الله ، وإرادَة وَجهه وَحدَه بالأقوال والأفعال . وما وصل أحد إلى الله إلا من هذه الثلاثة ، ومَا انقطع عنه أحد إلا بانقطاعه عنهَا أو عن أحدها)) همسة: عقبات الطريق ليست دائمة، إنما تحتاج حتى تزول، همة تناطح السحاب، وإيمان بالله وحده، الذي ينزل البلاء بعلمه، ويرفعه بقدرته..