نعيش هذه الأيام فرحة غامرة بمناسبة قدوم (عيد الفطر المبارك) أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات. وقد سمي العيد بذلك؛ لأن الله تعالى يعود فيه بالإحسان على عباده إثر أدائهم لطاعته بالصّيام، وتفاؤلًا بعودته مرة أخرى: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد ▪️أعياد المسلمين: إن الأعياد التي شرعها الله عزَّ وجل عيدان حوليان فقط لا ثالث لهما الفطر والأضحى؛ لما ثبت في «السنن» من حديث أنس رضي الله عنه قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال : «ما هذان اليومان؟» قالوا : كنا نلعب في الجاهلية؛ فقال صلى الله عليه وسلم : «إن الله قد أبدلكما بهما خيرًا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر». وإنّ أوّل فرحة للمسلمين بهذين العيدين كانت في السنة الثانية من الهجرة النّبوية: عيدان عند أولي النهى لا ثالث لهما لمن يبغي السلامة في غد الفطر والأضحى وكل زيادة فيها خروج عن سبيل محمد *ويتخلل هذين العيدين عيد أسبوعي وهو يوم الجمعة لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن هذا يوم جعله الله عيدًا للمسلمين». فالعيد موسم من مواسم العبادة والفرح والتقرب إلى الله عزَّ وجل بصلة الرحم وزيارة الأقارب وتهنئة الآخرين وإدخال السرور عليهم. ▪️الدعوة في العيدين: فالدعوة لله تعالى طريق الرسل وأتباعهم لقوله عزَّ وجل : ﴿هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓاْ إِلَى 0للَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ 0تَّبَعَنِى﴾ [يوسف: 108]. فبيَّن سبحانه وتعالى أن أتباع الرسل هم الدّعاة إلى الله وهم أهل البصائر؛ والعيد فرصة للدعوة إلى الله عزَّ وجل؛ كما هو فرصة لإظهار الفرح والسرور وذلك بأمور منها: - منبر الدّعوة في العيدين: وأقصد به خطبة العيد فينبغي على الخطباء والدّعاة أن يستغلوا خطب العيد بالنّصح والتّذكير فهي باب واسع للدعوة. * -استغلال اللقاءات الأسرية: في العيد بالنّصح والإرشاد والدعوة إلى الله عزَّ وجل: ادع إلى الله في سر وفي علن وحدثونا بأخبار لها سند -تقديم الهدايا: من الكتب والأشرطة والاسطوانات مع هدايا العيد للأقارب؛ وذلك لأن النفوس متقبلة لأخذها. عدم إغفال الدعوة في الأماكن العامة: كالحدائق والشّواطئ والمنتزهات ولو لم يكن من ذلك إلّا إقامة الصّلاة فإنّ ذلك دعوة للأخرين لإجابة داعي الله. - كتابة عبارات دعوية: في بطاقات ورسائل المعايدة عبر الجوال تحمل في مضمونها النصح والتهنئة. - المرأة والعيد: أوصي المرأة في العيد بأن تتقي ربّها عزَّ وجل، وأن تحافظ على فرضها، وأن تطيع زوجها، وأن تحرص على الخروج لصلاة العيد مرتدية حجابها الشّرعي إنفاذا لأمر ربها الذي أمرها بالحجاب والتستر والعفاف: حجاب الشّرع مطهرة وفخر وصاب في حلوق القادحينا *وأوصي المرأة في العيد بعدم مزاحمة الرِّجال أثناء انصرافهم من الصلاة، وأن تجتنب مس الطيب أثناء خروجها، وأوصيها كذلك باجتناب الغيبة والنميمة، والمحافظة على أبنائها في العيد وعدم إهمالهم، وأوصيها أيضا أن تحذر من الانشغال في العيد بإعداد الطعام وأنواع الحلوى عن أداء الفريضة في وقتها، وأوصي المرأة في العيد بعدم التوسع في المباحات من ملبس ومشرب. -* ماذا بعد العيد: إن من علامات قبول الطاعة التوفيق إلى الطاعة بعدها، فإذا أردت أن تعلم هل صومك أو حجك مقبول عند الله تعالى؛ فانظر إلى نفسك ما مدى تهيئك للطاعات بعد أداء هذه الفريضة، وقد كان السّلف رحمهم الله تعالى يجتهدون في إتمام العمل ثم يهتمون بقبوله ويخافون رده، وهؤلاء هم الذين ذكرهم الله بقوله: ﴿يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ*﴾ [المؤمنون: 60] . فيا من أسرف على نفسه ثم جاء تائبا إلى الله تعالى لا تعد إلى ارتضاع ثدي الهوى من بعد الفطام فالرضاع إنّما يكون للأطفال وروض نفسك على الطاعة: والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم فمن وُفق بعد صيامه وحجه إلى الطاعات كصيام الاثنين والخميس والأيام البيض وأداء ركعتي الضحى إلى غير ذلك من الطاعات؛ فقد حاز السبق ونال رضا ربه عزَّ وجل. بقلم :أ/خالد بن محمد الأنصاري